نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 109
واحبته النصارى حتى
أنزلوه بالمنزل الذي ليس به.
فكان شبهه به عليهالسلام لعلمه بالكتاب طفلاً
ولم يبلغ مبلغ الرجال فقال سبحانه ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ) وكان عبداً مطيعاً لله كعيسى حيث قال : ( إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ
الْكِتَابَ ).
إلى غيرها من عشرات الصفات التي كان
يشبه بها آدم وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ونوحاً ، ويحيى ، وأيوب ، ويوسف ، وسليمان ، وداود. [١]
وفي بصائر الدرجات عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : كانت في علي
سنّة ألف نبي.[٢]
السابع : الثبات على
القيم والتفاني فيها
إن من أهم صفات العبودية لله هو التفاني
في ذات الله وكمال الطاعة للرسول الأمين ، والسعي لنشر الدعوة بالمال
والنفس ، فالمصدِّق هو الذي يُصدق بما آمن به عملاً ويجسّمه في واقع حياته
عبر أقواله وأفعاله. والصدّيق هو من كان في أعلى مراتب هذا التفاني ، لا أن
يُقدِّمَ المصلحة على القيم كما هو المشاهد في سيرة أبي
بكر.
جاء عن الإمام علي عليهالسلام أنه قال يوم صفين :
ولقد كُنا مع رسول الله نقتلُ آباءنا وأبناءنا ، وإخواننا وأعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلّا إيمانا وتسليماً ، ومضيّاً على
اللّقم ، [٢]
وصبراً على مضض الألم ، وجِدّا في جهاد العدو.
ولقد كان الرَّجلُ منّا والآخر من
عدوّنا يتصاولان تصاول الفحلين ، يتخالسان أنفسهما ، أيهما يسقي صاحبه كأس المنون ، فمرّة لنا من عدوّنا ، ومرّة لعدوّنا منا
، فلمّا
[١] انظر في ذلك مناقب
آل أبي طالب ٣ : ٢٤١ ـ ٢٦٦ وكتاب : قادتنا ١ : ٢٧١ ـ ٣٤٤.