responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير    جلد : 1  صفحه : 83

لا طلب عليه في الشّرع ولا ذمّ ، بالإجماع. والدّليل على أنّه نسي قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) [طه : ٢٠ / ١١٥] ، يعني : عهدنا إليه في أمر الشجرة فنسي العهد [١] ، فأكل منها من غير عزم على أكلها ، [ولا] متعمّدا لاطّراح الوصيّة والنهي ، أو نسي المراقبة لتلك الوصيّة ، ولم نجد له عزما على المراقبة ، فألقي عليه النسيان بتركه المراقبة ، فأكل منها. ولا يصحّ في حقّه عليه‌السلام مع شهادة القرائن وعظم المكانة غير هذين الوجهين. مع أنّ العزم في اللّسان هو : الإرادة التي يقع معها الفعل ، وقد نهاه تعالى عنه ، فلم يبق إلاّ أنّه أكل ناسيا من غير عزم.

فإن قيل : وما دليلكم على أنّ العهد المنسيّ إنما كان في أمر الشّجرة ، والعهود كثيرة كعهده له في حمل الأمانة وغيرها؟.

فنقول : دليلنا على ذلك أنه لو قصد ارتكاب نهي الله تعالى ، وترك نصيحته له مراعاة لمكيدة الشّيطان ومكره به وقبوله منه فأكل منها متعمّدا لصحّة قول اللّعين ، تاركا لوصية الله ونهيه ، متعمّدا لتركهما لكان متّهما لخبره تعالى مفنّدا لحكمه ، مرتكبا لنهيه ، وهذه كانت فعلة الشّيطان عند امتناعه من السّجود حذوك النّعل بالنّعل [٢] ، وبها حكم بكفره.

فمن اعتقد هذا في حقّه عليه‌السلام فقد رماه برجام الكفر [٣] ، والابتراك [٤] في أوضار الجهل ، ودحض المزلاّت [٥] فأما ما كان يبترك فيه من الجهالات : ففي تقليده عدوّه الشّيطان ، وقبول قوله من غير دليل في أنّها شجرة الخلد التي توجب الملك


[١] ـ وقول المؤلّف ، رحمه‌الله : (لا طلب عليه) أي : لا مؤاخذة ولا مسئولية.

[٢] معنى (حذا النّعل) قدّرها وقطعها على مثال. وحذا النعل بالنّعل قدّره عليه. وتقال العبارة :(حذوك النّعل بالنّعل) عند تشابه الأمرين.

[٣] الرجام : حجارة ضخمة. والرّجم : الرمي بالحجارة.

[٤] يقال : ابترك أي أسرع في العدو وجد ، وابترك الرجل في عرض أخيه يقصبه : إذا اجتهد في ذمّه ، والأوضار : الأوساخ.

[٥] والدحض : الزّلق. وفي حديث أبي ذرّ رضي‌الله‌عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض».

نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست