نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 129
وَهُوَ
مُلِيمٌ) [الصافات : ٣٧ /
١٤٢] ، وكذلك في قوله تعالى لنبيّه عليهالسلام : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) [القلم : ٦٨ / ٤٨].
وكذلك في قولة
نبينا عليهالسلام[١] : حمّل أخي يونس أعباء الرّسالة فانفسخ تحتها كما ينفسخ
الرّبع.
قلنا
: أما مغاضبتهعليهالسلام ، فكانت لقومه لا لربّه ولا يجوز ذلك عليه ، وأنّى وقد جاء في الخبر أنّه عليهالسلام قال : «والّذي نفسي بيده لو لم يبلّغ نبيّ الرسالة إلى قومه لعذّب بعذاب قومه
أجمعين» ، ـ نقل على المعنى ـ وإنّما كانت لقومه لما نال منهم من الأذيّة ، فاحتمل
أذاهم حتّى ضاق صدره ، ويئس من فلاحهم ، ففرّ بنفسه بعد ما بلّغ غاية التّبليغ كما
أمره الله تعالى.
ثم غلب ظنّه لسعة
حلم الله تعالى ألاّ يطلبه بذلك الفرار لكونه قد أدّى ما عليه ، وهو معنى قوله
تعالى : (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) [الأنبياء : ٢١ / ٨٧] أي أن لن نضيّق عليه. قال تعالى : (وَمَنْ
قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) [الطلاق : ٦٥ / ٧]
أي ضيّق. وقال تعالى : (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا
أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) [الزمر : ٣٩ / ٥٢] أي يضيّق.
ويحتمل أنه ظنّ أن
قدرة الله تعالى لم تتعلّق بإيلامه وسجنه تفضّلا منه ، وأنّه تعالى يعفو عنه في
ذلك الفرار ، فوقع خلاف ظنّه.
وهذا هو الّذي
يجوز أن يعتقده الأنبياء ، وأن يعتقد فيهم.
[١] نقل القرطبي : في
الخبر في وصف يونس عليهالسلام
أنه كان ضيّق الصّدر ، فلما حمل أعباء النبّوّة تفسخ تحتها تفسّخ الرّبع تحت الحمل
الثقيل ، فمضى على وجهه مضيّ الآبق النادّ.
ـ وفي اللغة تفسّخ الرّبع تحت الحمل الثقيل
وذلك إذا لم يطقه.
والرّبع : ما ولد من الإبل في الربيع.
نام کتاب : تنزيه الأنبياء عمّا نسب إليهم حثالة الأغبياء نویسنده : ابن خمير جلد : 1 صفحه : 129