responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 594

يَنشَقُّ ثَوبُ الدُجى عَن نورِ غُرَّتِهِ

كَالشَمسِ تَنجابُ عَن إِشراقِها الظُلَمُ

مِن مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ وَبُغضُهُمُ

كُفرٌ وَقُربُهُمُ منجىً وَمُعتَصَمُ

مُقَدَّمٌ بَعدَ ذِكرِ اللَهِ ذِكرُهُمُ

في كُلِّ بِدءٍ وَمَختومٌ بِهِ الكَلِمُ

إِنْ عُدَّ أَهلُ التُّقى كانوا أَئمَّتَهُم

أَو قيلَ مَن شَيرُ أَهلِ الأَرضِ قيلَ هُمُ

لا يَستَطيعُ جَوادٌ بَعدَ جودِهِمُ

وَلا يُدانيهِمُ قَومٌ وَإِنْ كَرُموا

يُستَدفَعُ الشَرُّ وَالبَلوى بِحُبِّهِمُ

وَيُستَرَبُّ بِهِ الإِحسانُ وَالنِّعَمُ

قال : فغضب هشام ، فحبسه بعسفان بين مكّة والمدينة ، فقال :

أيحبسُني بينَ المدينةِ والتي

إليها قلوبُ النَّاسِ يهوي مُنيبُها

يُقلِّبُ رأساً لمْ يكُنْ رأسَ سيّدٍ

وعيناً له حولاءَ بادٍ عُيوبُها

فبعث إليه هشام فأخرجه ، ووجّه إليه عليُّ بن الحسين (ع) عشرة آلاف درهم ، وقال : «أعذِر يا أبا فراس ، فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر من هذا ، لوصلناك به». فردّها وقال : ما قلتُ ذلك إلاّ لله ، وما كنتُ لأرزأ عليه شيئاً. فقال له علي (ع) : «قد رأى الله مكانك فشكرك ، ولكنّا أهل بيتٍ إذا أنفذنا شيئاً ما نرجع فيه». فأقسم عليه ، فقبلها. هذه فضائل علي بن الحسين زين العابدين (ع) ، وهذه صفاته وأحواله ، فمثل هذا الإمام في عظم شأنه وجلالة قدره ، يُصبح أسيراً تارة لعبيد الله بن زياد وابن مرجانة ، وتارة ليزيد بن معاوية ، وهو إمام أهل البيت الطّاهر الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ، والذي جعل الله ودّهم أجر الرسالة؟! ولمّا أرسله ابن زياد مع السّبايا إلى يزيد بالشّام ، أمر به فغُلّ بغلٍّ إلى عُنقه حتّى اُدخل على يزيد بن معاوية بتلك الحال.

يا غَيرَةَ اللَهِ اِغضَبي لِنَبِيِّهِ

وَتَزَحزَحي بِالبيضِ عَن أَغمادِها

مِن عُصبَةٍ ضاعَت دِماءُ مُحَمَّدٍ

وَبَنيهِ بَينَ يَزيدِها وَزِيادِها

صَفَداتُ مالِ اللَهِ مِلءُ أَكُفِّها

وَأَكُفُّ آلِ اللَهِ في أَصفادِها

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست