responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 561

استشرته فيه ؛ فمنهم النّاهي عنه ، ومنهم الآمر به ، واختلافهم أوّل ما كرهته. فعلم عبد الله أنّه قد خُدع ، وشاع أمره في النّاس وعظم لومهم لمعاوية ، فقال : لَعمري ، ما خدعته. فلمّا انقضت أقراء اُرينب ، وجّه معاوية أبا الدّرداء إلى العراق خاطباً لها على ابنه يزيد ، فقدمها وبها يومئذ الحسين بن علي عليهما‌السلام ـ وهو سيّد أهلها فقهاً وجوداً ـ فقال أبو الدّرداء : هذا ابن بنت رسول الله (ص) ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، فلست بناظر في شيء قبل التّسليم عليه. فلمّا رآه الحسين (ع) ، قام إليه فصافحه ورحَّب به ، فأخبره أبو الدّرداء بما جاء له ، وأنّه رأى أنْ لا يبدأ بشيء قبل التّسليم عليه ، فشكر له الحسين (ع) ذلك ، وقال : «اخطب رحمك الله عليَّ وعليه ، وأعطاها من المهر مثل ما بذل لها». فلمّا دخل عليها ، قال : خطبك أمير هذه الاُمّة وولي العهد يزيد بن معاوية ، وابنُ بنت رسول الله (ص) ، وابن أوّل مَن آمن به ، وسيّد شباب أهل الجنّة. فقالت : قد فوّضت أمري بعد الله إليك. فقال : ابن بنت رسول الله (ص) أحبّهما إلي ، وقد رأيت رسول الله (ص) واضعاً شفتيه على شفتي الحسين (ع) ، فضعي شفتَك حيث وضعها رسول الله (ص). قالت : قد رضيتُه. فتزوّجها الحسين (ع) ، وبلغ ذلك معاوية فتعاظمه. وكان عبد الله بن سلام قد استودعها بدراً من المال ، وكان معاوية قد جفاه لسوء قوله فيه ، فرجع إلى العراق وهو يخاف جحودها لِما سلف منه ، فلمّا قدم لقي الحسين (ع) وذكر له ذلك ، فأخبرها الحسين (ع) به ، فقالت : إنّه لمطبوعٌ عليه بطابعه. فأدخله عليها ، فأخرجت البدر ووضعتها بين يديه ، وخرج الحسين (ع) ، فحثا لها عبد الله من ذلك الدّر حثوات ، وقال : خُذي هذا ، فهو قليل منّي. واستعبرا جميعاً ، فدخل الحسين (ع) وقد رقّ لهما ، فقال : «اُشهد الله أنّها طالق. اللهمّ ، إنّك تعلم أنّي لم أتزوّجها رغبة في مالها وجمالها ، وإنّما أردت إرجاعها إلى بعلها ، فأوجب لي بذلك الأجر». ولم يأخذ ممّا ساق إليها شيئاً ، فتزوّجها عبد الله بن سلام. ومن هذا وشبهه كانت الأحقاد تزداد في قلب يزيد على الحسين (ع) ، حتّى أظهر الشّماتة والفرح يوم جيء إليه برأس الحسين (ع) ونسائه ، ومَن تخلّف من أهل بيته ، فوضع الرّأس الشّريف بين يديه ، وأجلس النّساء خلفه لئلاّ ينظرنَ إليه ، فجعل يقول :

ليتَ أشياخي ببدرٍ شَهدوا

جَزعَ الخزْرجِ منْ وقْعِ الأسلْ

لأهلّوا واسْتهلّوا فرحاً

ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلْ

قدْ قتلْنا القَرمَ منْ ساداتِهم

وعَدلْناهُ ببدْرٍ فاعتَدَلْ

لعبتْ هاشمُ بالمُلكِ فلا

خبرٌ جاء ولا وحيٌ نَزلْ

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست