نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 439
المجلس الرابع والثمانون بعد
المئة
روى الشيخ المفيد ـ عليه الرحمة ـ في
كتاب الإختصاص ، بسنده قال : قَدِم وفد العراقيّين على معاوية ، فقدم في وفد أهل
الكوفة عدي بن حاتم الطائي ، وفي وفد أهل البصرة الأحنف بن قيس وصعصعة بن صوحان ،
فقال عمرو بن العاص لمعاوية : هؤلاء رجال الدّنيا ، وهم شيعة علي الذين قاتلوا معه
يوم الجمل ويوم صفّين ، فكن منهم على حذر. فأمر لكلِّ رجل منهم بمجلس سري واستقبل
القوم بالكرامة ، فلمّا دخلوا عليه ، قال لهم : أهلاً وسهلاً ، قدمتم الأرض
المقدّسة ، وأرض الأنبياء والرُّسل ، والحشر والنّشر. فتكلّم صعصعة ، وكان من أحضر
النّاس جواباً ، فقال : أمّا قولك الأرض المقدّسة ، فإنّ الأرض لا تُقدّس أهلها ،
وإنّما تُقدّسهم الأعمال الصالحة ؛ وأمّا قولك أرض الأنبياء والرسل ، فمَنْ بها من
أهل النّفاق والشرك ، والفراعنة والجبابرة ، أكثر من الأنبياء والرسل ؛ وأمّا قولك
أرض الحشر والنّشر ، فإنّ المؤمن لا يضرّه بُعد المحشر ، والمنافق لا ينفعه قربُه.
فقال معاوية : لو كان النّاس كلّهم أولدهم أبو سفيان ، لا كان فيهم إلاّ كيّساً
رشيداً. فقال صعصعة : قد أولد النّاس مَن كان خيراً من أبي سفيان ، وهو آدم أبو
البشر ، فأولد الأحمق ، والفاجر والفاسق ، والمعتوه والمجنون. فخجل معاوية. وروى
المفيد أيضاً في الكتاب المذكور ، بسنده عن السائب قال : خطب النّاس يوماً معاوية
بمسجد دمشق ـ وفي الجامع يومئذ من الوفود علماء قريش ، وخطباء ربيعة ، وصناديد
اليمن وملوكها ـ فقال : إنّ الله تعالى أكرم خلفاءه ، فأوجب لهم الجنّة وأنقذهم من
النّار ، ثمّ جعلني منهم ، وجعل أنصاري أهل الشام الذابّين عن حرم الله ،
المؤيَّدين بظفر الله ، المنصورين على أعداء الله. وكان في الجامع من أهل العراق
الأحنف بن قيس وصعصعة بن صوحان ، فقال الأحنف لصعصعة : أتكفيني ، أمْ أقوم إليه
أنا؟ فقال صعصعة : بل أكفيكه أنا. فقام صعصعة ، فقال : يابن أبي سفيان ، تكلّمت
فأبلغت ولم تقصر دون ما أردت ، وكيف يكون ما تقول وقد غلبتنا قسراً ، وملكتنا
تجبّراً ، ودِنتنا بغير
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 439