responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 430

بن أرطأة في عشرين ألفاً ، فصاحوا بهم : هذا أميركم قد بايع ، وهذا الحسن (ع) قد صالح ، فعَلامَ تقتلون أنفسكم؟ فقال لهم قيس ـ أي : لأصحابه ـ : اختاروا أحد اثنين ؛ إمّا القتال مع غير إمام ، أو تبايعون بيعة ضلال؟ فقالوا : بل نُقاتل بلا إمام. فخرجوا وضربوا أهل الشام حتّى ردّوهم إلى مصافهم. وكتب معاوية إلى قيس يدعوه ويمنّيه ، فكتب إليه قيس : لا والله ، لا تلقاني أبداً إلاّ وبيني وبينك السّيف والرمح. وجرت بنيهما مكاتبات أغلظ كلّ منهما فيها لصاحبه ، فقال عمرو بن العاص لمعاوية : مهلاً ، إنْ كاتبته أجابك بأشدّ من هذا ، وإنْ تركته دخل فيما يدخل فيه النّاس. وقال قيس لأصحابه : إنْ شئتم جالدت بكم ، وإنْ شئتم أخذت لكم أماناً؟ فقالوا : خذ لنا أماناً. فأخذ لهم وله أماناً ، ولم يأخذ لنفسه خاصّة شيئاً ، ثمّ لزم المدينة وأقبل على العبادة حتّى مات. أقول : شتّان بين عبيد الله بن العبّاس وقيس بن سعد ، فهذا يسالم معاوية بعدما ذبح بُسر بن أرطأة أولاده الصغار على درج صنعاء حين أرسله معاوية ، ويبيع شرفه بالمال ، ويرضى بالذلّ والعار ، وقيس بن سعد يحلف أنْ لا يلقى معاوية إلاّ بينه الرمح والسيف ، بعد ما بلغه أنّ الحسن قد صالح.

أبتْ الحميَّةُ أنْ تُفارقَ أهلَهَا

وأبَى العزِيزُ بأنْ يعيشَ ذلِيلا

ولمّا نشر علي (ع) لواءه يوم صفّين ، قال قيس : هذا والله ، اللواء الذي كنّا نحفّ به مع رسول الله (ص) ، وجبرائيل لنا مدد. ثمّ قال :

هذا اللّواءُ الذي كُنّا نحفُّ بهِ

معَ النّبيِّ وجبرائيلٌ لنا مددُ

ما ضرَّ مَن كانَت الأنصارُ عَيبَتَهُ

أنْ لا يكونَ لهُ منْ غيرِهمْ أحدُ

قومٌ إذا حارَبُوا طالتْ أكفُّهُمُ

بالمشرفيَّةِ حتّى يُفتحَ البلدُ

يقول قيس ـ رحمه الله ـ كما سمعت :

هذا اللّواءُ الذي كُنّا نحفُّ بهِ

معَ النّبيِّ وجبرائيلٌ لنا مددُ

أجل ، إنّ اللّواء الذي حفّت به الأنصار يوم بدر هو الذي حفّت به يوم صفّين ؛ ولهذا كانت تقول عكرشة بنت الأطرش يوم صفّين ـ وكانت مع أمير المؤمنين (ع) ـ : هذه بدر الصغرى والعقبة الكبرى. واللّواء الذي حفّت به جماعة من الأنصار مع الحسين (ع) يوم كربلاء ، هو الذي حفّوا به مع أبيه أمير المؤمنين (ع) يوم صفّين ، وحفّوا به مع جدّه رسول الله (ص) يوم بدر ، ولولا تلك الإحن البدريّة ، والأحقاد الجاهليّة لما كان حرب صفّين وواقعة كربلاء. قالت اُمّ الخير البارقيّة يوم صفّين ـ وكانت مع علي (ع) ـ : إنّها إحن بدريّة ، وأحقاد جاهليّة وثب

نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست