نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 416
فاكفني حِجراً.
فلمّا قدم عليه حِجر ، قال : السّلام عليك يا أمير المؤمنين. قال : وأمير المؤمنين
أنا! وجعل يكرر ذلك ، وأمر بإخراج حِجر وأصحابه إلى عذراء ، وقتلهم هناك. قال ابن
الأثير : كان حجر وأصحابه ـ الذين بعث بهم زياد إلى معاوية ـ أربعة عشر رجلاً ،
فحُبسوا بمرج عذراء ، وتشفّع أصحاب معاوية في ستّة منهم فأطلقهم ، وتشفّع بعضهم في
حِجر فلم يطلقه ، وطلب اثنان منهم أنْ يرسلوهما إلى معاوية ، وقالا : إنّا نقول في
هذا الرجل ـ أي : علي ـ مثل مقالته. فقال لأحدهما : ما تقول في علي؟ قال : أقول
فيه قولك. قال : أتبرأ من دين علي الذي يدين الله به؟ فسكت ، فتشفّع فيه بعض
الحاضرين ، فنفاه إلى الموصل فمات بها. وقال للآخر : ما تقول في علي؟ قال دعني لا
تسألني ، فهو خير لك. قال : والله لا أدعك. قال : أشهد أنّه كان من الذاكرين الله
كثيراً ، من الآمرين بالحقّ ، والقائمين بالقسط ، والعافين عن النّاس ... إلى أنْ قال
له معاوية : قتلت نفسك. قال : بل إيّاك قتلت. فردّه إلى زياد وأمره أن يقتله شرّ
قتلة ، فدفنه حيّاً ، ثمّ قُتل حجر وأصحابه بمرج عذراء ، وكانوا ستّة ، والذي دفنه
زياد حيّاً ، فهؤلاء سبعة ونجا منهم سبعة. وبعث معاوية رجلاً أعور اسمه هدبة
القضاعي ، ومعه رجلان ليقتلوا مَن أمروا بقتله ، فأتوا مساءً ، فقالوا لهم : إنّا
قد اُمرنا أنْ نعرض عليكم البراءة من علي (ع) واللّعن له ، فإنْ فعلتم تركناكم ،
وإنْ أبيتم قتلناكم. فقالوا : لسنا فاعلي ذلك. فحُفرت لهم القبور واُحضرت الأكفان
، وقام حِجر وأصحابه يُصلّون عامّة الليل ، كما قام الحسين (ع) وأصحابه ليلة
العاشر من المُحرّم يصلّون عامّة الليل ، ويذكرون الله تعالى ويدعون ويستغفرون ،
وهم يعلمون أنّهم في صبيحة تلك الليلة مقتولون لا محالة ، كما يعلم حِجر وأصحابه
أنّهم في صبيحة ليلتهم مقتولون لا محالة ، فما أشبه الأبناء بالآباء ، والخلف
بالسلف. وكان للحسين (ع) وأصحابه في تلك الليلة دوي كدوي النّحل ، وباتوا ما بين
قائم وقاعد وراكع وساجد :
سمةُ العبيدِ منَ الخشوعِ عليهمُ
للهِ إنْ ضمَّتهُمُ الأسحارُ
فإذا ترجَّلت الضُّحَى شهِدتْ لهُمْ
بيضُ القواضبِ أنّهمْ أحرارُ
ولمّا كان الغد ، قُدّم حجر وأصحابه
الستّة فقُتلوا ، وصُلّي عليهم ودُفنوا ، ولمّا كان الغد من يوم عاشوراء ، وقُتل
الحسين (ع) وأصحابه ، لم يُصلّى عليهم ولم يُدفنوا ، بل إنّ عمر بن سعد صلّى على
أصحابه ودفنهم ، وترك الحسين (ع) وأصحابه مطرَّحين على الرمضاء بغير دفن ، جثثاً
بلا رؤوس حتّى جاء بنو أسد بعد ثلاثة أيام ، فصلّوا على تلك الجثث الطواهر الزواكي
ودفنوها.
نام کتاب : المجالس السنيّة في مناقب ومناصب العترة النبويّة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 1 صفحه : 416