عبدالعزيز الجوهري
في كتاب السقيفة [١]
بالاسناد إلى ابن عباس ، قال : « لما حضرت رسول الله الوفاة ، وفي البيت رجال فيهم
عمر بن الخطاب ، قال رسول الله : إئتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلون
بعده ، (قال) : فقال عمر كلمة معناها ان الوجع قد غلب على رسول الله صلى الله عليه
وآله ، ثم قال : عندنا القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف من في البيت واختصموا ،
فمن قائل : قربوا يكتب لكم النبي ، ومن قائل ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغط
واللغو والاختلاف غضب صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : قوموا ... الحديث » (٨٤٩)
وتراه صريحا بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه. ويدلك على هذا
أيضا ان المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ ، نقلوا المعارضة بعين لفظها ،
قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه [٢] : حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن
سلمان الاحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنه قال : « يوم الخميس وما يوم
الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء ، فقال : اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس ،
فقال : إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي
عند نبي تنازع ، فقالوا : هجر رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : دعوني
فالذي أنا فيه خير مما
[١] كما في ص ٢٠ من
المجلد الثاني من شرح النهج للعلامة المعتزلي (منه قدس).
[٨٤٩] يوجد في : شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ ص ٥١ ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل وج ٢ ص ٢٠ ط ١
بمصر وأفست بيروت وج ٢ ص ٢٩٤ ط دار مكتبة الحياة وج ٢ ص ٣٠ ط دار الفكر في بيروت.