نام کتاب : أضواء على التقيّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 64
ثمّ قال : عودوا مرضاهم ، واشهدوا
جنائزهم ، واشهدوا لهم وعليهم ، وصلّوا معهم في مساجدهم.
ثمّ قال : أيّ شيء أشدّ على قوم يزعمون
أنّهم يأتمّون بقوم ، فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم ، ويذيعون حديثهم عند
عدوّهم ، فيأتي عدوّهم إلينا فيقولون لنا : انّ قوماً يقولون ويروون عنكم كذا وكذا
، فنحن نقول : إنّا بُراء ممّن يقول هذا ، فيقع عليهم البراءة [١].
وهذا الحديث ظاهر في حصول المذلّة
والضرر في ترك المخالطة والصلاة ، وهو موضوع التقيّة.
فاذا لم يكن هذا المحذور فلا مجال
للتقيّة بحال.
بل وقع النهي عن الصلاة خلفهم كما في
حديث اسماعيل الجعفي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : رجل يحبّ أمير المؤمنين ،
ولا يتبرّأ من عدوّه ، ويقول هو أحبّ إليّ ممّن خالفه؟
قال عليه السلام : هذا مخلّط ، وهو عدو
، فلا تصلّ وراءه ، ولا كرامة إلّا أن تتّقيه [٢].
وعلى الجملة ؛ فالتقيّة تدور مدار
موضوعها يعني الخوف والضرر وجوداً وعدماً ، كما عليه الدليل الشرعي من أئمّتنا
المعصومين ، سلام الله عليهم أجمعين ، وما أفتى به من فقهائنا المعظّمين.
فأجازوا التقيّة عند تحقّق موضوعها
ورخّصوا في المداراة مع وجود مجراها ، استناداً إلى الأدلّة الشرعيّة من الكتاب
والسنّة ، واحتجاجاً بما صحّ من البراهين والأدلّة.
لذلك ترى أعلام الشيعة لم يُطلقوا القول
بوجوب التقيّة ، بل فصّلوا في حكمها بحسب