نام کتاب : أضواء على التقيّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 62
التقية
في حكم العقل والفطرة
من ضرورة العقول وبديهيّاتها الحكم بحفظ
النفس عن المهالك ، والتحذّر عن المخاطر.
ولا شك بحكم العقل بحسنه بل لزومه
كرامةً للانسان ، وتكريماً لنبي آدم ، واحتراماً لذي النفس المحترمة.
بل إن فطرة الإنسان ، وغريزة طبيعته
مجبولة على حفظ النفس والدفاع عنها ، وصيانتها عمّا يضرّها ويُهلكها.
وهذا ما يدركه جميع الناس بجميع فئاتهم
وطبقاتهم ، وبجميع أديانهم ومذاهبهم.
ولذلك قال النووي : لا مبالات باثبات
التقية وجوازها وإنّما تكره عامّة الناس لفظها لكونها من معتقدات الشيعة وإلّا
فالعالم مجبول على استعمالها ، وبعضهم يسمّيها (مداراة) وبعضهم يسمّيها (مصانعة)
وبعضهم يسمّيها (عقلاً معاشيّاً) ، ودلّ عليها الشرع [١].
نعم قد يهون بذل النفس ، بل يحسّن العقل
الفداء والتضحية إذا كان بذل النفس في سبيل الشرف ، وصيانة الحق ، وحفظ الدين ،
واستقامة الاسلام ، واستئصال الجور والباطل ، كما يدركه العقل ويلمسه جميع ذوي
العقول في تضحية شهداء كربلاء وسيّدهم الامام الحسين عليه السلام الذي ضحّى بنفسه
ليستنقذ عباد الله من الجهالة وحيرة الضلالة ، وليُحيي كتاب الله ودين رسول الله
صلى الله عليه وآله ، وليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ،