responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 80

زيد فى فسحتها ، وأوسعت يدا حافرها لأضغطها الحجر والمدر [١] ، وسدّ فرجها التّراب المتراكم ، وإنّما هى نفسى أروضها بالتّقوى [٢] لتأتى آمنة يوم الخوف الأكبر ، وتثبت على جوانب المزلق [٣] ، ولو شئت لاهتديت الطّريق [٤] إلى مصفّى هذا العسل ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ ، ولكن هيهات أن يغلبنى هواى ، ويقودنى جشعى [٥] إلى تخيّر الأطعمة ولعلّ بالحجاز أو اليمامة [٦] من لا طمع له فى القرص ، ولا عهد له بالشّبع!! أو أبيت مبطانا وحولى بطون غرثى ، وأكباد حرّى!! أو أكون كما قال القائل :

وحسبك داء أن تبيت ببطنة [٧]

وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ!


[١] أضغطها : جعلها من الضيق بحيث تضغط وتعصر الحال فيها.

[٢] أروضها : أذللها.

[٣] المزلق ـ ومثله المزلقة ـ موضع الزلة ، وهو المكان الذى تخشى فيه الزلة ، وهو الصراط ، وتقول : زلقت رجله ـ من باب طرب ـ وأزلقها غيره.

[٤] كان ـ كرم اللّه وجهه ـ إماما عالى السلطان واسع الامكان ، فلو أراد التمتع بأى اللذائذ شاء لم يمنعه مانع ، وهو قوله «لو شئت لاهتديت الخ» والقز : الحرير.

[٥] الجشع : شدة الحرص.

[٦] جملة «ولعل ـ الخ» : حالية عمل فيها تخير الأطعمة ، أى : هيهات أن يتخير الأطعمة لنفسه والحال أنه قد يكون بالحجاز أو اليمامة من لا يجد القرص ، أى : الرغيف ، ولا طمع له فى وجوده لشدة الفقر ، ولا يعرف الشبع. وهيهات أن يبيت مبطانا ـ أى : ممتلئ البطن ـ والحال أن حوله بطونا غرثى ـ أى : جائعة ـ وأكبادا حرى ، مؤنث حران ، أى : عطشان.

[٧] البطنة ـ بكسر الباء ـ : البطر والأشر والكظة ، والقد ـ بالكسر ـ سير من جلد غير مدبوغ ، أى : إنها تطلب أكلا ولا تجده.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست