إنّ اللّه تعالى أنزل كتابا هاديا بيّن
فيه الخير والشّرّ ، فخذوا نهج الخير تهتدوا ، واصدفوا عن سمت الشّرّ تقصدوا [٢] ، الفرائض الفرائض! أدّوها إلى اللّه
تؤدّكم إلى الجنّة. إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، وأحلّ حلالا غير مدخول [٣] وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها ، وشدّ
بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين فى معاقدها [٤]فالمسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده إلاّ بالحقّ. ولا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب ، بادروا
أمر العامّة وخاصّة أحدكم وهو الموت [٥] فإنّ النّاس أمامكم
، وإنّ السّاعة تحدوكم من خلفكم. تخفّفوا
[٤] أى : جعل الحقوق
مرتبطة بالاخلاص والتوحيد لا تنفك عنه ، ومعاقد الحقوق : مواضعها من الذمم.
[٥] بادره : عاجله ، أى
: عاجلوا أمر العامة بالاصلاح لئلا يغلبكم الفساد فتهلكوا ، فاذا انقضى عملكم فى
شؤون العامة فبادروا الموت بالعمل الصالح كيلا يأخذكم على غفلة فلا تكونوا منه على
أهبة ، وفى تقديم الامام أمر العامة على أمر الخاصة دليل على أن الأول أهم ، ولا
يتم الثانى إلا به. وهذا ما تضافرت عليه الأدلة الشرعية وإن غفل عنه الناس فى
أزماننا هذه «٧ ـ ن ـ ج ـ ٢»
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 97