نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 64
بالمعروف والنّهى عن
المنكر لخلقان من خلق اللّه سبحانه ، وإنّهما لا يقرّبان من أجل ولا ينقصان من رزق
، وعليكم بكتاب اللّه فإنّه الحبل المتين ، والنّور المبين ، والشّفاء النّافع ، والرّىّ
النّاقع [١]
، والعصمة للمتمسّك ، والنّجاة للمتعلّق لا يعوجّ فيقام ، ولا يزيع فيستعتب [٢] ، ولا تخلقه كثرة الرّدّ وولوج السّمع [٣]. من قال به صدق ، ومن عمل به سبق ،
وقام إليه رجل وقال : أخبرنا عن الفتنة
، وهل سألت عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم؟ فقال عليه السّلام : لمّا
أنزل اللّه سبحانه قوله : «الم
أَحَسِبَ اَلنّٰاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّٰا وَهُمْ
لاٰ يُفْتَنُونَ» علمت أنّ الفتنة
لا تنزل بنا ورسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله ، بين أظهرنا ، فقلت : يا رسول
اللّه ، ما هذه الفتنة الّتى أخبرك اللّه بها [٤]؟ فقال : «يا علىّ ، انّ
[٢] «يستعتب» من «عتب»
إذا انصرف ، والسين والتاء للطلب ، أو زائدتان أى : لا يميل عن الحق فيصرف أو يطلب
منه الانصراف عنه
[٣] أخلقه : ألبسه
ثوبا خلقا ، أى : باليا ، وكثرة الرد : كثرة ترديده على الألسنة بالقراءة ، أى : إن
القرآن دائما فى أثوابه الجدد ، رائق لنظر العقل ، وإن كثرت تلاوته ، لانطباقه على
الأحوال المختلفة فى الأزمنة المتعددة ، وليس كسائر الكلام : كلما تكرر ابتذل ، وملته
النفس
[٤] «فقلت
: يا رسول اللّه ـ الخ» أشكل على الشارحين العطف بالفاء مع كون الآية مكية والسؤال
كان بعد أحد وواقعته كانت بعد الهجرة ، وصعب عليهم التوفيق بين كلام الامام وبين
ما أجمع عليه المفسرون من كون العنكبوت مكية
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 64