نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 5
أنبى للسّيوف عن
الهام [١] والتووا فى
أطراف الرّماح [٢]
فإنّه أمور للأسنّة ، وغضّوا الأبصار فإنّه أربط للجأش ، وأسكن للقلوب ، وأميتوا
الأصوات فإنّه أطرد للفشل ، ورايتكم فلا تميلوها ، ولا تخلّوها ، ولا تجعلوها إلاّ
بأيدى شجعانكم والمانعين الذّمار منكم [٣]
فإنّ الصّابرين على نزول الحقائق [٤] ، هم الّذين يحفّون
براياتهم ، ويكتنفونها : حفافيها ، ووراءها ، وأمامها ، لا يتأخّرون عنها فيسلموها
، ولا يتقدّمون عليها فيفردوها.
أجزأ امرؤ قرنه [٥] وآسى
أخاه بنفسه ، ولم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمع عليه قرنه وقرن أخيه. وايم اللّه لئن
فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من
بذلك لأن سورة الحرب
تصادف الأول المتقدم
[١] «أنبى» من «نبا
السيف» إذا وقفته الصلابة من موقعه فلم يقطع
[٢] إذا وصلت إليكم
أطراف الرماح فانعطفوا وأميلوا جانبكم فتزلق ولا تنفذ فيكم أسنتها. «وأمور». أى : أشد
فعلا للمور ، وهو الاضطراب الموجب للانزلاق وعدم النفوذ ، وإنما أمرهم بغض الأبصار
فى الحرب لأن الغاض بصره فى الحرب أحرى ألا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر. وإنما
أمرهم باماتة الأصوات وإخفائها لأنه أطرد للفشل وأذهب للجبن والخوف ، كما قال ، وذلك
لأن الجبان يرعد ويبرق والشجاع صامت لا يتكلم وإنما يفعل
[٣] الذمار ـ بالكسر
ما يلزم الرجل حفظه وحمايته : من ماله ، وعرضه. أمرهم ألا يجعلوا رايتهم بيد
الجبناء وذوى الهلع منهم لأن هؤلاء يخيمون ويجبنون فاذا فعلوا ذلك انهزم الجمع
[٤] جمع حاقة ، وهى
النازلة الثابتة ، و «يحفون بالرايات» أى : يستديرون حولها ، ويكتنفونها : يحيطون
بها. وحفافيها : جانبيها
[٥] «أجزأ»
وما بعده : أفعال ماضية فى معنى الأمر ، أى : فليكف كل منكم قرنه ـ أى : كفؤه وخصمه
ـ فيقتله ، وليواس أخاه ، آساه.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 5