نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 42
لا توافق الهدى ، وإن
اجتمعا فاجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب وليس
الكتاب إمامهم! فلم يبق عندهم منه إلاّ اسمه ، ولا يعرفون إلاّ خطّه وزبره [١]!! ومن قبل ما مثّلوا بالصّالحين كلّ
مثلة [٢] وسمّوا
صدقهم على اللّه فرية [٣]
وجعلوا فى الحسنة عقوبة السّيّئة.
وإنّما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم ،
وتغيّب آجالهم ، حتّى نزل بهم الموعود [٤] الّذى تردّ عنه
المعذرة ، وترفع عنه التّوبة ، وتحلّ معه القارعة والنّقمة [٥] أيّها
النّاس ، إنّه من استنصح اللّه وفّق ، ومن اتّخذ قوله دليلا هدى للّتى
[٢] «ما مثلوا» أى :
شنعوا ، و «ما» مصدرية ، وقال ابن أبى الحديد «مثلوا بالتخفيف ـ نكلوا بهم ، مثلت
يفلان أمثل بالضم مثلا بالفتح وسكون الثاء ، والاسم المثلة بالضم. ومن روى مثلوا ـ
بالتشديد ـ أراد جدعوهم بعد قتلهم» اه
[٣] فرية ـ بالكسر ـ
أى : كذبا ، و «على» فى قوله «على اللّه» لا تتعلق بالمتقدم ـ وهو «صدقهم» ـ وإنما
تتعلق بالمتأخر ـ وهو «فرية» ـ أى : سموا صدقهم فرية وكذبا على اللّه ، فان أبيت
أن تعلقه بفرية لكونه مصدرا متأخرا وذهبت إلى أن المصدر لا يعمل فى الذى يتقدمه
لكونه ضعيف العمل لأنه إنما عمل حملا على الفعل ، قلنا : فليكن العامل فيه فعلا
مقدار دل عليه هذا المصدر أو ليكن المصدر دالا على مصدر آخر يقدر متقدما على الحرف
، وهذا كله من الوضوح بحيث لا يزاد فى الدلالة عليه عن هذا المقدار
[٤] الموت الذى لا يقبل
فيه عذر ، ولا تفيد بعده توبة