نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 41
الأوثان إلى عبادته
، [١] ومن طاعة
الشّيطان إلى طاعته ، بقرآن قد بيّنه وأحكمه ، ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه ، وليقرّوا
به إذ جحدوه ، وليثبتوه بعد إذ أنكروه. فتجلّى لهم سبحانه فى كتابه من غير أن
يكونوا رأوه : بما أراهم من قدرته ، وخوّفهم من سطوته ، وكيف محق من محق بالمثلات [٢] واحتصد من احتصد بالنّقمات ،
وإنّه سيأتى عليكم من بعدى زمان ليس فيه
شىء أخفى من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على اللّه ورسوله!! وليس
عند أهل ذلك الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حقّ تلاوته ، ولا أنفق منه إذا
حرّف عن مواضعه [٣]
، ولا فى البلاد شىء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، فقد نبذ الكتاب حملته ،
وتناساه حفظته ، فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان [٤] وصاحبان
مصطحبان فى طريق واحد لا يؤويهما مؤو!! فالكتاب وأهله فى ذلك الزّمان فى النّاس وليسا
فيهم ومعهم ، لأنّ الضّلالة
[١] الأوثان : جمع
وثن ، وهو الصنم وزنا ومعنى ، وإنما سمى وثنا لانتصابه وثباته على حال واحدة ، مأخوذ
من قولك «وثن فلان بالمكان فهو واثن» إذا ثبت ودام مقامه فيه