نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 40
فهم كثيرون بالاسلام
، عزيزون بالاجتماع ، فكن قطبا ، واستدر الرّحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ، [١] فإنّك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت
عليك العرب من أطرافها وأقطارها [٢]
حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك.
إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا
: هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك ، وطمعهم فيك.
فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإنّ اللّه سبحانه هو أكره لمسيرهم
منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره ، وأمّا ما ذكرت من عددهم فإنّا لم نكن نقاتل
فيما مضى بالكثرة ، وإنّما كنّا نقاتل بالنّصر والمعونة.
١٤٣ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
فبعث محمّدا ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم
، بالحقّ ليخرج عباده من عبادة
ونواحيه ، الواحد
حذفار وحذفور ، مثل قرطاس وقراطيس وعصفور وعصافير
[١] «أصلهم نار
الحرب» أى : اجعلهم صالين لها ، تقول «صليت اللحم أصليه صليا ، مثل رميته أرميه
رميا ، أى : شويته ، وفى الحديث أن النبى صلّى اللّه عليه وسلم أتى بشاة مصلية ، أى
: مشوية ، وتقول أيضا «صليت الرجل نارا» بلا همز ، إذا أدخلته فيها وجعلته يصلاها
، والفرق بين المهموز وغيره أن المهموز يدل على أنك ألقيته فيها كأنك تريد الاحراق
، ويكنى بذلك كله عن مقاسات الشدائد ، وقال الطهوى :