نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 260
باطنهم] وصمتهم عن
حكم منطقهم : لا يخالفون الحقّ ، ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الإسلام ، وولائج
الاعتصام [١]
، بهم عاد الحقّ فى نصابه [٢]
، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدّين عقل وعاية ورعاية
[٣] لا عقل سماع
ورواية ، فإنّ رواة العلم كثير ، ورعاته قليل
٢٣٥ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
قاله لعبد اللّه بن عباس ، وقد جاءه
برسالة من عثمان وهو محصور يسأله فيها الخروج إلى ماله بينبع ليقل هتف الناس باسمه
للخلافة [٤] بعد أن كان سأله مثل
ذلك من قبل ، فقال عليه السلام :
[١] ولائج : جمع
وليجة ، وهى ما يدخل فيه السائر اعتصاما من مطر أو برد ، أو توقيا من مفترس
[٢] نصاب الحق : أصله
، والأصل فى معنى النصاب : مقبض السكين ، فكأن الحق نصل ينفصل عن مقبضه ويعود إليه
، وانزاح : زال ، وانقطاع لسان الباطل عن منبته ـ بكسر الباء ، وقياسه الفتح ، وورد
به أيضا ـ أى : عن أصله ، مجاز عن بطلان حجته ، وانخذاله عند هجوم جيش الحق عليه
[٣] عقل الوعاية : حفظ
فى فهم ، والرعاية : ملاحظة أحكام الدين وتطبيق الأعمال عليها ، وهذا هو العلم
بالدين حقيقة ، أما السماع والرواية مجردين عن الفهم والرعاية فمنزلتهما لا تخالف
منزلة الجهل إلا فى الاسم.
[٤] كان الناس يهتفون
باسم أمير المؤمنين للخلافة ، أى : ينادون به وعثمان رضى اللّه عنه محصور ، فأرسل
إليه عثمان يأمره أن يخرج إلى ينبع ـ وكان فيها رزق لأمير المؤمنين ـ فخرج ، ثم
استدعاه لينصره فحضر ، ثم عاود الأمر بالخروج مرة ثانية
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 260