نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 26
نواك [١] ثمّ ابلغ جهدك فلا أبقى اللّه عليك إن
أبقيت [٢]
١٣٢ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
لم تكن بيعتكم إيّاى فلتة ، وليس أمرى وأمركم
واحدا : إنّى أريدكم للّه ، وأنتم تريدونى لأنفسكم! أيّها النّاس ، أعينونى على
أنفسكم ، وايم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه ، ولأقودنّ الظّالم بخزامته [٣] حتّى أورده منهل الحقّ وإن كان كارها.
١٣٣ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
فى معنى طلحة والزبير
واللّه ما أنكروا علىّ منكرا ، ولا
جعلوا بينى وبينهم نصفا [٤] وإنّهم
فمن هنا تأرثت
الضغينة فى قلب المغيرة عليه
[١] النوى ههنا : بمعنى
الدار ، ويروى فى مكانه «أبعد اللّه نوءك» بالهمز واحد أنواء السماء ، وهى النجوم
التى كان العرب ينسبون إليها المطر ، والمراد : أبعد اللّه خيرك
[٢] الجهد ـ بالفتح
ـ الغاية ، ويقال : قد جهد فلان جهده ، أى : انتهى إلى غايته ، وهو بفتح الجيم فى
هذا الاستعمال لا يجوز فيه غيره
[٣] الفلتة : الأمر
يقع عن غير تدبر ولا روية. و «أعينونى على أنفسكم» معناه خذوا أنفسكم بالعدل ، واقمعوها
عن اتباع الهوى ، واردعوها بعقولكم عن المسالك التى ترديها وتوبقها ، فانكم إذا
فعلتم ذلك أعنتمونى عليها ، ومعنى قوله «أريدكم للّه وأنتم تريدوننى لأنفسكم» أنه
لا يريد من طاعتهم له إلا نصرة اللّه والقيام بحقوقه ، وليس يريدهم لحظ نفسه ، وأما
هم فانهم يريدونه لحظوظ أنفسهم من العطاء والتقريب والأسباب الموصلة إلى منافع
الدنيا ، والخزامة ـ بالكسر ـ : حلقة من شعر تجعل فى وترة أنف البعير ليشد فيها
الزمام ويسهل قياده