نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 251
حبائله ، وتكنّفتكم
غوائله ، وأقصدتكم معابله ، وعظمت فيكم سطوته ، وتتابعت عليكم عدوته [١] ، وقلّت عنكم نبوته ، فيوشك أن تغشاكم
دواجى ظلله ، واحتدام علله ، وحنادس غمراته ، وغواشى سكراته ، وأليم إزهاقه ، ودجوّ
إطباقه ، وجشوبة مذاقه ، فكأن قد أتاكم بغتة ، فأسكت نجيّكم [٢] ، وفرّق نديّكم ، وعفّى آثاركم ، وعطّل
دياركم ، وبعث ورّاثكم يقتسمون تراثكم ، بين حميم خاصّ لم ينفع ، وقريب محزون لم
يمنع ، وآخر شامت لم يجزع ، فعليكم بالجدّ والاجتهاد ، والتّأهّب والاستعداد ، والتّزوّد
فى منزل الزّاد ، ولا تغرّنّكم الحياة الدّنيا كما غرّت من كان قبلكم من الأمم
الماضية ، والقرون
لمن يظن مغالبة
الموت فلا يستعد له بالصالحات ، كأنه يقول : إذا كنتم أقوياء ، فالموت كفء لكم غير
مغلوب ، والواتر : الجانى. والموت لا يطالب بالقصاص على جنايته ، أعلقتكم الحبائل
: أوقعتكم فيها ، فاقتنصتكم ، وهى جمع حبالة ـ بكسر الحاء ـ وهى المصيدة من الحبال
، وتقول : حبلته حبلا ـ من باب قتل ـ واحتبلته أيضا ، إذا صدته بالحبالة. وتكنفتكم
: أحاطتكم ، وأقصده : رماه بسهم فأصاب مقتله ، والمعابل : جمع معبلة ـ كمكنسة :
بكسر الميم ـ وهى النصل الطويل العريض
[١] العدوة ـ بالفتح
ـ العدوان ، والنبوة ـ بالفتح ـ أن يخطىء فى الضربة فلا يصيب ، والدواجى : جمع
داجية ، أى : مظلمة ، والظلل : جمع الظلة ، أى : السحابة ، والاحتدام : الاشتداد ،
والحنادس : جمع حندس ـ بكسر الحاء والدال ـ وهى الظلمة الشديدة ، والغمرات : الشدائد
، والدجو : الاظلام ، والجشوبة : الخشونة