نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 244
صبيانه شعث الشّعور
، غبر الألوان من فقرهم ، كأنّما سوّدت وجوههم بالعظلم ، وعاودنى مؤكّدا [١] وكرّر علىّ القول مردّدا ، فأصغيت إليه
سمعى فظنّ أنّى أبيعه دينى ، وأتّبع قياده [٢]
مفارقا طريقتى ، فأحميت له حديدة ، ثمّ أدنيتها من جسمه ليعتبر بها ، فضجّ ضجيج ذى
دنف من ألمها [٣]
وكاد أن يحترق من ميسمها. فقلت له : ثكلتك الثّواكل يا عقيل [٤] ،
أتئنّ من حديدة أحماها إنسانها للعبه ، وتجرّنى إلى نار سجرها جبّارها لغضبه؟
أتئنّ من الأذى ولا أئنّ من لظى؟!! وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة فى وعائها [٥] ومعجونة
شنئتها ، كأنّما عجنت بريق حيّة أو قيئها ، فقلت : أصلة ، أم زكاة ، أم صدقة؟؟؟
فذلك محرّم علينا أهل البيت ، فقال : لا ذا ولا ذاك ، ولكنّها
[١] شعث : جمع أشعث
، وهو من الشعر المتلبد بالوسخ ، والغبر ـ بضم الغين ـ جمع أغبر ، وهو متغير اللون
شاحبه ، وأصله الغبار وهو التراب ، والعظلم ـ كزبرج ـ سواد يصبغ به ، قيل : هو
النيلج ، أى : النيلة
[٣] الدنف ـ بالتحريك
ـ المرض ، والميسم ـ بكسر الميم وفتح السين ـ المكواة
[٤] ثكل ـ كفرح ـ أصاب
ثكلا ـ بالضم ـ وهو فقدان الحبيب ، أو خاص بالولد ، والثواكل : النساء ، دعاء عليه
بالموت لتألمه من نار ضعيفة الحرارة وطلبه عملا ـ وهو تناول شىء من بيت المال
زيادة عن المفروض له ـ يوجب الوقوع فى نار سجرها ، أى : أضرمها ، الجبار وهو اللّه
للانتقام ممن عصاه ، ولظى : اسم جهنم
[٥] الملفوفة : نوع من
الحلواء أهداها إليه الأشعث بن قيس ، و «شنئتها» أى : كرهتها ، والصلة : العطية
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 244