responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 242

تعدك من نزول البلاء بجسمك ، والنّقص فى قوّتك ، أصدق وأوفى من أن تكذبك ، أو تغرّك ، ولربّ ناصح لها عندك متّهم [١] ، وصادق من خبرها مكذّب ، ولئن تعرّفتها فى الدّيار الخاوية [٢] ، والرّبوع الخالية ، لتجدنّها من حسن تذكيرك ، وبلاغ موعظتك ، بمحلّة الشّفيق عليك ، والشّحيح بك [٣] ، ولنعم دار من لم يرض بها دارا ، ومحلّ من لم يوطّنها محلاّ [٤]! وإنّ السّعداء بالدّنيا غدا هم الهاربون منها اليوم

إذا رجفت الرّاجفة [٥] ، وحقّت بجلائلها القيامة ، ولحق بكلّ منسك أهله وبكلّ معبود عبدته ، وبكلّ مطاع أهل طاعته ، فلم يجز فى عدله [وقسطه] يومئذ حرق بصر فى الهواء [٦] ، ولا همس قدم فى الأرض إلاّ بحقّه. فكم


[١] رب حادث من حوادثها يلقى إليك النصيحة بالعبرة فتتهمه وهو مخلص

[٢] تعرفتها : طلبت معرفتها وعاقبة الركون إليها

[٣] البخيل بك على الشقاء والهلكة

[٤] وطنه ـ بالتشديد ـ اتخذه وطنا

[٥] الراجفة : النفخة الأولى حين تهب ريح الفناء فتنسف الأرض نسفا ، وحقت القيامة : وقعت وثبتت بعظائمها ، والمنسك ـ بفتح الميم والسين ـ العبادة ، أو مكانها

[٦] يجز : من الجزاء مبنى للمجهول نائب فاعله «خرق بصر وهمس قدم» أى : لا تجازى لمحة البصر تنفذ فى الهواء ولا همسة القدم فى الأرض إلا بحق وذلك بعدل اللّه ويروى «فلم يجر فى عدله» من «جار» أى : عدل عن الطريق ، أى : لم يذهب عنه سبحانه ولم يضل ولم يشذ عن حسابه شىء من أمر محقرات الأمور إلا بحقه ، أى : إلا ما لا فائدة فى إثباته. ورواه قوم «لم يجز» مضارع «جاز يجوز» أى لم يسغ ولم

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست