نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 236
علل آنس ما كان
بصحّته [١]
، ففزع إلى ما كان عوّده الأطبّاء من تسكين الحارّ بالقارّ [٢] وتحريك البارد بالحارّ ، فلم يطفىء
ببارد إلاّ ثوّر حرارة ، ولا حرّك بحارّ إلاّ هيّج برودة ، ولا اعتدل بممازج لتلك
الطّبائع إلاّ أمدّ منها كلّ ذات داء [٣]
، حتّى فتر معلّله [٤] ، وذهل ممرّضه ، وتعايا
أهله بصفة دائه [٥] وخرسوا عن جواب
السّائلين عنه ، وتنازعوا دونه شجىّ خبر يكتمونه : فقائل هو لما به [٦] وممنّ
لهم إياب عافيته ، ومصبّر لهم على فقده ، يذكّرهم أسى الماضين من قبله [٧] فبينما هو كذلك على جناح من فراق
الدّنيا ، وترك الأحبّة ، إذ عرض له عارض من غصصه فتحيّرت نوافذ فطنته [٨] ، ويبست
[١] آنس : حال من
ضمير «فيه» ، والفترات : جمع فترة ، وهى انحطاط القوة ، أى : تولد فيه الضعف بسبب
العلل حال كونه أشد أنسا بصحته من جميع الأوقات السابقة