نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 235
إليها ، مستسلمات
فلا أيد تدفع ، ولا قلوب تجزع ، لرأيت أشجان قلوب [١] وأقذاء عيون ، لهم من كلّ فظاعة صفة
حال لا تنتقل ، وغمرة لا تنجلى [٢].
وكم أكلت الأرض من عزيز جسد ، وأنيق لون
، كان فى الدّنيا غذىّ ترف [٣]
، وربيب شرف ، يتعلّل بالسّرور فى ساعة حزنه [٤] ، ويفزع إلى السّلوة
إن مصيبة نزلت به ، ضنّا بغضارة عيشه ، وشحاحة بلهوه ولعبه؟! فبينما هو يضحك إلى
الدّنيا وتضحك [الدّنيا] إليه فى ظلّ عيش غفول [٥] إذ وطىء الدّهر به
حسكه ونقضت الأيّام قواه ونظرت إليه الحتوف من كثب [٦] فخالطه
بثّ لا يعرفه ، ونجىّ همّ ما كان يجده ، وتولّدت فيه فترات
[١] لرأيت : جواب «لو
مثلتهم» ، وأشجان القلوب : همومها واحدها شجن ـ بالتحريك ـ وأقذاء العيون : ما
يسقط فيها فيؤلمها
[٣] الأنيق : رائق
الحسن ، والغذى : اسم بمعنى المفعول ، أى : مغذى بالنعيم ، والربيب : بمعنى المربى
، ربه يربه ، أى : رباه
[٤] يتشاغل بأسباب
السرور ليتلهى بها عن حزنه ، والسلوة : انصراف النفس عن الألم بتخيل اللذة «ضنا» أى
: بخلا ، وغضارة العيش : طيبه
[٥] وصف العيش بالغفلة
لأنه إذا كان هنيئا يوجبها ، والحسك : نبات تعلق قشرته بصوف الغنم ورقه كورق
الرجلة وأدق ، وعند ورقه شوك ملزز صب ذو ثلاث شعب. تمثيل لمس الآلام.
[٦] الحتوف : المهلكات ،
وأصل الحتف الموت ، من كثب ـ بالتحريك ـ أى : قرب ، أى : توجهت إليه المهلكات على
قرب منه ، والبث : الحزن ، والنجى : المناجى ، وخالطه الحزن : مازج خواطره
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 235