نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 227
بما تكلّم به
الجبابرة [١]
، ولا تتحفّظوا منّى بما يتحفّظ به عند أهل البادرة ، ولا تخالطونى بالمصانعة ، ولا
تظنّوا بى استثقالا فى حقّ قيل لى ، ولا التماس إعظام لنفسى ، فإنّه من استثقل
الحقّ أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه ، فلا تكفّوا عن
مقالة بحقّ ، أو مشورة بعدل ، فإنّى لست فى نفسى بفوق أن أخطىء ، ولا آمن ذلك من
فعلى إلاّ أن يكفى اللّه من نفسى ما هو أملك به منّى [٢] ، فإنّما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ
لا ربّ غيره : يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا ، وأخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما
صلحنا عليه ، فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى ، وأعطانا البصيرة بعد العمى.
٢١٢ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
اللّهمّ إنّى أستعديك على قريش [٣] [ومن أعانهم] فإنّهم قد قطعوا رحمى
الحقوق أو قضاء
فريضة من الفرائض فلا تثنوا على ذلك ، فانما وقيت نفسى ، وعملت لسعادتى ، على أنى
ما أديت الواجب على فى ذلك ، وما أجزل هذا القول وأجمعه
[١] ينهاهم عن
مخاطبتهم له بألقاب العظمة كما يلقبون الجبابرة ، وعن التحفظ منه بالتزام الذلة والموافقة
على الرأى صوابا أو خطأ كما يفعل مع أهل البادرة ـ أى : الغضب ـ و «صانعه» إذا أتى
ما يرضيه وإن كان غير راض عنه ، والمصانعة : المداراة
[٢] يقول : لا آمن
الخطأ فى أفعالى إلا إذا كان يسر اللّه لنفسى فعلا هو أشد ملكا له منى فقد كفانى
اللّه ذلك الفعل فأكون على أمن من الخطأ فيه.
[٣] أستعديك : أستعينك
، و «إكفاء الأناء» أى : قلبه ، مجاز عن تضييعهم لحقه.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 227