نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 220
ولا يجرى عليه نهار
، ليس إدراكه بالأبصار ، ولا علمه بالإخبار
ومنها فى ذكر النبى صلّى اللّه عليه وآله
وسلم :
أرسله بالضّياء ، وقدّمه فى الاصطفاء ، فرتق
به المفاتق [١]وساور به المغالب وذلّل به الصّعوبة ، وسهّل به الحزونة ، حتّى سرّح الضّلال عن
يمين وشمال
٢٠٩ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
وأشهد أنّه عدل عدل ، وحكم فصل ، وأشهد
أنّ محمّدا عبده [ورسوله] وسيّد عباده كلّما نسخ اللّه الخلق فرقتين [٢] جعله فى خيرهما ، لم يسهم فيه عاهر [٣] ولا ضرب فيه فاجر
ألا وإنّ اللّه قد جعل للخير أهلا ، وللحقّ
دعائم ، وللطّاعة عصما [٤] وإنّ
[١] الرتق : سد
الفتق ، والمفاتق : مواضع الفتق ، وهى ما كان بين الناس من فساد وفى مصالحهم من
اختلال. و «ساور به المغالب» أى : واثب بالنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم كل من
يغالب الحق. والحزونة : غلظ فى الأرض ، والمراد سهل به خشونة الأخلاق الرديئة والعقائد
الفاسدة بتهذيب الطباع وتنوير العقول حتى سرح به الضلال ، أى : أبعده ، عن يمين
السالكين وهو : نهج الاعتدال ، وشمالهم ، وكأنه يريد جانبى الافراط والتفريط ، والابعاد
: تجنبهما. ولزوم العدل : الوسط.
[٢] نسخ الخلق : نقلهم
بالتناسل عن أصولهم فجعلهم بعد الوحدة فى الأصول فرقا.
[٣] أى : لم يكن
لعاهر سهم فى أصوله ، والعاهر : من يأتى غير حله كالفاجر. وضرب فى الشىء : صار له
نصيب منه
[٤] العصم ـ بكسر ففتح ـ
جمع عصمة ، وهى ما يعتصم به ، وعصم الطاعات : الاخلاص للّه وحده
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 220