نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 218
ورست أصولها فى الماء
، فأنهد جبالها عن سهولها [١]
، وأساخ قواعدها فى متون أقطارها ومواضع أنصابها ، فأشهق قلالها [٢] ، وأطال أنشازها [٣] ، وجعلها للأرض عمادا ، وأرّزها فيها
أوتادا ، فسكنت على حركتها من أن تميد بأهلها [٤] ، أو تسيخ بحملها ، أو
تزول عن مواضعها فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها ، وأجمدها بعد رطوبة أكنافها ،
فجعلها لخلقه مهادا [٥] وبسطها لهم فراشا!
فوق بحر لجّىّ راكد لا يجرى [٦] ، وقائم لا يسرى ، تكركره
الرّياح العواصف [٧].
وتمخضه الغمام الذّوارف «إِنَّ
فِي ذٰلِكَ»
[١] قوله «فأنهد الخ»
كأن النشوز والمتون والأطواد كانت فى بداية أمرها على ضخامتها غير ظاهرة الامتياز
ولا شامخة الارتفاع عن السهول ، حتى إذا ارتجت الأرض بما أحدثت يد القدرة الالهية
فى بطونها نهدت الجبال عن السهول فانفصلت كل الانفصال ، وامتازت بقواعد سائخة ـ اى
: غائصة ـ فى المتون من أقطار الأرض ، ومواضع الأنصاب : جمع نصب ـ بضمتين ـ وهو ما
جعل علما يشهد فيقصد ، فان الجبال إنما تشامخت من مرتفع الأرض وصلبها
[٣] «أطال أنشازها» أى
: مد متونها المرتفعة فى جوانب الأرض ، وأرزها ـ بالتشديد ـ ثبتها
[٤] أى : إن الأرض على
حركتها المخصوصة بها سكنت عن أن تميد ـ أى : تضطرب ـ بأهلها وتتزلزل بهم إلا ما
يشاء اللّه فى بعض مواضعها لبعض الأسباب. وتسيخ كتسوخ أى : تغوص فى الهواء فتنخسف
، وزوالها عن مركزها المعين لها
[٧] تكركره : تذهب
به وتعود ، وشبه اشتمال السحاب على خلاصة ماء البحر ـ وهو بخاره ـ بمخضها له كأنه
لبن تخرج زبده. والذوارف : جمع ذارفة ، من «ذرف الدمع» إذا سال.
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 218