نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 217
الزّاخر المتراكم
المتقاصف يبسا جامدا [١]
، ثمّ فطر منه أطباقا [٢]
ففتقها سبع سموات بعد ارتتاقها ، فاستمسكت بأمره ، وقامت على حدّه ، وأرسى أرضا
يحملها الأخضر المثعنجر ، والقمقام المسخّر [٣]
، قد ذلّ لأمره ، وأذعن لهيبته ، ووقف الجارى منه لخشيته ، وجبل جلاميدها [٤] ،
ونشوز متونها وأطوادها ، فأرساها فى مراسيها ، وألزمها قرارتها. فمضت رءوسها فى
الهواء ،
[١] زخر البحر ـ كمنع
ـ وزخورا ، وتزخر : طمى وامتلأ. والمتقاصف : المتزاحم ، كأن أمواجه فى تزاحمها
يقصف بعضها بعضا ، أى : يكثره ، واليبس ـ بالتحريك ـ : اليابس
[٢] «فطر منه» أى : من
اليبس ، والأطباق : طبقات مختلفه فى تركيبها إلا أنها كانت رتقا : يتصل بعضها ببعض
ففتقها سبعا ، وهى السموات ، وقف كل منها حيث مكنه اللّه على حسب ما أودع فيه من
السر الحافظ له ، فاستمسكت بأمر اللّه التكوينى وقامت على حده ، أى : حد الأمر
الالهى ، وليس المراد من البحر هذا الذى نعرفه ، ولكن مادة الأجرام قبل تكاثفها ، فانما
كانت مائرة مائجة أشبه بالبحر بل هى البحر الأعظم
[٣] المراد من
الأخضر الحامل للأرض : هو البحر ، والمثعنجر ـ بفتح الجيم ـ : معظم البحر وأكثر
مواضعه ماء ، وبكسر الجيم : هو السائل مطلقا من ماء أو دمع والقمقام ـ بفتح القاف
وتضم ـ : البحر أيضا ، وهو مسخر بقدرة اللّه تعالى. وحمله للأرض : إحاطته بها
كأنها قارة فيه
[٤] جبل : خلق ، والجلاميد
: الصخور الصلبة. والنشوز : جمع نشز ـ بسكون الشين وفتحها وفتح النون ـ : ما ارتفع
من الأرض. والمتون : جمع متن ، وهو ما صلب منها وارتفع ، والأطواد : عطف على
المتون ، وهى عظام الناتئات ، وقرارتها : ما استقرت فيه كمراسيها : ما رست ـ أى : رسخت
ـ فيه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 217