نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 213
٢٠٤ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
بالبصرة ، وقد دخل على العلاء بن زياد
الحارثى ـ وهو من أصحابه ـ يعوده ، فلما رأى سعة داره قال :
ما كنت تصنع بسعة هذه الدّار فى
الدّنيا؟ أما أنت إليها فى الآخرة كنت أحوج؟! وبلى إن شئت بلغت بها الآخرة : تقرى
فيها الضّيف ، وتصل فيها الرّحم ، وتطلع منها الحقوق مطالعها [١] فإذا أنت [قد] بلغت بها الآخرة فقال له
العلاء. يا أمير المؤمنين ، أشكو إليك أخى عاصم بن زياد. قال : وما له؟ قال : لبس
العباءة وتخلى عن الدنيا. قال : علىّ به ، فلما جاء قال :
يا عدىّ نفسه [٢] لقد استهام بك الخبيث ، أما رحمت أهلك
وولدك ، أترى اللّه أحلّ لك الطّيّبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على اللّه من
ذلك! قال : يا أمير المؤمنين ، هذا أنت فى خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك! قال : ويحك ،
إنّى لست كأنت ، إنّ اللّه فرض على أئمّة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة النّاس.
كيلا يتبيّغ بالفقير فقره [٣]
[٢] عدى : تصغير عدو
، وفى هذا الكلام بيان أن لذائذ الدنيا لا تبعد العبد عن اللّه لطبيعتها ، ولكن
لسوء القصد فيها
[٣] «يقدروا أنفسهم»
أى : يقيسوا أنفسهم بالضعفاء ليكونوا قدوة للغنى فى الاقتصاد ، وصرف الأموال فى
وجوه الخير ومنافع العامة ، وتسلية الفقير على فقره ، حتى لا يتبيغ ـ أى : يهيج به
ألم الفقر فيهلكه ـ وقد روى المعنى بتمامه بل بأكثر تفصيلا عنه كرم اللّه وجهه فى
عبارة أخرى
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 213