نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 209
١٩٨ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
أيّها النّاس ، إنّما الدّنيا دار مجاز [١] ، والآخرة دار قرار ، فخذوا من ممرّكم
لمقرّكم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم ، وأخرجوا من الدّنيا قلوبكم من
قبل أن تخرج منها أبدانكم ، ففيها اختبرتم ، ولغيرها خلقتم ، إنّ المرء إذا هلك
قال النّاس : ما ترك؟ وقالت الملائكة : ما قدّم؟ للّه آباؤكم! فقدّموا بعضا يكن
لكم ، ولا تخلّفوا كلاّ فيكون عليكم
١٩٩ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
كان كثيرا [ما] ينادى به أصحابه
تجهّزوا ، رحمكم اللّه ، فقد نودى فيكم
بالرّحيل ، وأقلّوا العرجة على الدّنيا [٢]
وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزّاد ، فإنّ أمامكم عقبة كؤودا ، ومنازل مخوفة
مهولة ، لا بدّ من الورود عليها ، والوقوف عندها. واعلموا أنّ ملاحظ المنيّة نحوكم
دانية [٣] ، وكأنّكم
بمخالبها وقد نشبت فيكم ، وقد دهمتكم