نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 201
ولا جذّ لفروعه ، ولا
ضنك لطرقه ، ولا وعوثة لسهولته ، ولا سواد لوضحه ، ولا عوج لانتصابه ، ولا عصل فى
عوده ، ولا وعث لفجّه ، ولا انطفاء لمصابيحه ، ولا مرارة لحلاوته. فهو دعائم أساخ
فى الحقّ أسناخها[١]
، وثبّت لها أسسها ، وينابيع غزرت عيونها ، ومصابيح شبّت نيرانها ، ومنار اقتدى
بها سفّارها [٢]
، وأعلام قصد بها فجاجها ، ومناهل روى بها ورّادها : جعل اللّه فيه منتهى رضوانه ،
وذروة دعائمه ، وسنام طاعته ، فهو عند اللّه وثيق الأركان ، رفيع البنيان ، منير
البرهان ، مضىء النّيران ، عزيز السّلطان ، مشرف المنار [٣] ، معوز المثار ، فشرّفوه ، واتّبعوه ،
وأدّوا إليه حقّه ، وضعوه مواضيعه ثمّ إنّ اللّه بعث محمّدا ، صلّى اللّه عليه وآله
وسلم ، بالحقّ حين دنا من الدّنيا
[١] أساخ : أثبت ، وأصل
«ساخ» غاص فى لين وخاض فيه. والأسناخ : الأصول ، وغزرت : كثرت ، وشبت النار : ارتفعت
من الايقاد
[٢] المنار : ما
ارتفع لتوضع عليه نار يهتدى إليها ، والسفار ـ بضم فتشديد ـ ذوو السفر ، أى : يهتدى
إليها المسافرون فى طريق الحق ، والأعلام : ما يوضع على أوليات الطرق أو وساطها
ليدل عليها ، فهو هدايات بسببها قصد السالكون طرقها
[٣] مشرف المنار : مرتفعه
، وأعوزه الشىء : احتاج إليه فلم ينله ، والمثار : مصدر من «ثار الغبار» إذا هاج ،
أى : لو طلب أحد إثارة هذا الدين لما استطاع لثباته
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 201