نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 197
لم أردّ على اللّه ولا
على رسوله ساعة قطّ ، ولقد واسيته بنفسى فى المواطن الّتى تنكص فيها الأبطال [١] ، وتتأخّر فيها الأقدام ، نجدة أكرمنى
اللّه بها [٢]
ولقد قبض رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وإنّ رأسه لعلى صدرى ، ولقد
سالت نفسه فى كفّى ، فأمررتها على وجهى [٣]
، ولقد ولّيت غسله ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، والملائكة أعوانى ، فضجّت
الدّار والأفنية [٤] ، ملأ يهبط وملأ
يعرج ، وما فارقت سمعى هينمة منهم [٥] يصلّون عليه حتّى
واريناه فى ضريحه ، فمن ذا أحقّ به منّى حيّا وميّتا؟! فانفذوا على بصائركم [٦] ،
ولتصدق نيّاتكم فى جهاد عدوّكم. فو الّذى لا إله إلاّ هو إنّى لعلى جادّة الحقّ ،
[١] المواساة بالشىء
: الاشراك فيه ، فقد أشرك النبى فى نفسه ، ولا تكون بالمال إلا أن يكون كفافا ، فان
أعطيت عن فضل فليس بمواساة. قالوا : والفصيح فى الفعل «آسيته» ولكن نطق الامام حجة
[٢] النجدة ـ بالفتح
ـ الشجاعة ، ونصبها هنا على المصدرية لفعل محذوف
[٣] نفسه : دمه. روى
أن النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم قاء فى مرضه فتلقى قيأه أمير المؤمنين فى يده
ومسح به وجهه
[٤] ضجيج الدار : كان
بالملائكة النازلين والعارجين ، والأفنية : جمع فناء ـ بكسر الفاء ـ وهو ما اتسع
أمام الدار