نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 190
فقال له قائل : فما
بالك يا أمير المؤمنين [١]
فقال : ويحك! إنّ لكلّ أجل وقتا لا يعدوه ، وسببا لا يتجاوزه ، فمهلا لا تعد
لمثلها ، فإنّما نفث الشّيطان على لسانك!!
١٨٩ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
يصف فيها المنافقين
نحمده على ما وفّق له من الطّاعة ، وذاد
عنه من المعصية [٢]
، ونسأله لمنّته تماما ، وبحبله اعتصاما ، ونشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله : خاض إلى
رضوان اللّه كلّ غمرة [٣]
، وتجرّع فيه كلّ غصّة ، وقد تلوّن له الأدنون [٤] ، وتألّب عليه
الأقصون ، وخلعت إليه العرب أعنّتها وضربت لمحاربته بطون رواحلها حتّى أنزلت بساحته
عدوانها : من أبعد الدّار ، وأسحق المزار [٥]
[١] فما بالك لا
تموت مع انطواء سرك على هذه المواعظ البالغة؟ وهذا سؤال الوقح البارد
[٤] «تلون»
أى : تقلب له الأدنون ـ أى : الأقربون ـ فلم يثبتوا معه ، و «تألب» أى : اجتمع على
عداوته الأقصون ـ أى : الأبعدون ـ وخلعت العرب أعنتها : جمع عنان ، وهو حبل اللجام
، أى : خرجت عن طاعته فلم تنقد له بزمام. والمراد أنها خلعت الأعنة سرعة إلى حربه
، فان ما لا يمسكه عنان يكون أسرع جريا ، والرواحل : جمع راحلة ، وهى الناقة ، أى
: ساقوا ركائبهم إسراعا لمحاربته