نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 19
اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذى
كان منّا منافسة فى سلطان ، ولا التماس شىء من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من
دينك ، ونظهر الإصلاح فى بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتقام المعطّلة من
حدودك.
اللّهمّ إنّى أوّل من أناب وسمع وأجاب :
لم يسبقنى إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، بالصّلاة.
وقد علمتم أنّه لا ينبغى أن يكون الوالى
على الفروج ، والدّماء ، والمغانم والأحكام ، وإمامة المسلمين البخيل ، فتكون فى
أموالهم نهمته [١]
ولا الجاهل فيضلّهم بجهله ، ولا الجافى فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف للدّول [٢] فيتّخذ قوما دون قوم ، ولا المرتشى فى
الحكم فيذهب بالحقوق ، ويقف بها دون المقاطع [٣]
، ولا المعطّل للسّنّة فيهلك الأمّة
وجهه. ويمكن فيه وجه
آخر ، وهو أن ينصب سرار ههنا على الظرفية ويكون التقدير : هيهات أن أطلع بكم الحق
زمان استسرار العدل واستخفائه ، وفيه حذف المفعول ، وحذفه أكثر من أن يرشد إليه
[١] النهمة ـ بالفتح
ـ إفراط الشهوة والمبالغة فى الحرص
[٢] الحائف : من
الحيف ، أى : الجور والظلم ، والدول جمع دولة ـ بالضم ـ : وهى المال ، لأنه يتداول
ـ أى : ينتقل من يد ليد وفى التنزيل : «كَيْ لاٰ يَكُونَ
دُولَةً بَيْنَ اَلْأَغْنِيٰاءِ مِنْكُمْ»
ـ والمراد من يحيف فى قسم الأموال فيفضل قوما فى العطاء على قوم بلا موجب للتفضيل