نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 187
لجباههم وأكفّهم وركبهم وأطراف أقدامهم
، يطّلبون إلى اللّه تعالى فى فكاك رقابهم. وأمّا النّهار فحلماء علماء ، أبرار
أتقياء ، قد براهم الخوف برى القداح [١]
ينظر إليهم النّاظر فيحسبهم مرضى ، وما بالقوم من مرض ، ويقول قد خولطوا [٢] ولقد خالطهم أمر عظيم : لا يرضون من
أعمالهم القليل ، ولا يستكثرون الكثير ، فهم لأنفسهم متّهمون ، ومن أعمالهم مشفقون
[٣] ، إذا زكّى
أحدهم [٤] خاف ممّا يقال له! فيقول : أنا أعلم بنفسى من
غيرى ، وربّى أعلم بى منّى بنفسى. اللّهمّ لا تؤاخذنى بما يقولون ، واجعلنى أفضل
ممّا يظنّون ، واغفر لى ما لا يعلمون.
فمن علامة أحدهم : أنّك ترى له قوّة فى
دين ، وحزما فى لين ، وإيمانا فى يقين ، وحرصا فى علم ، وعلما فى حلم ، وقصدا فى
غنى [٥] ، وخشوعا فى عبادة ،
[١] القداح : جمع
قدح ـ بالكسر ـ وهو السهم قبل أن يراش. وبراه : نحته ، أى : رقق الخوف أجسامهم كما
ترقق السهام بالنحت
[٢] «خولط فى عقله ،
أى : مازجه خلل فيه ، والأمر العظيم الذى خالط عقولهم هو الخوف الشديد من اللّه.