نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 174
وتخشيعا لأبصارهم ،
وتذليلا لنفوسهم ، وتخفيضا لقلوبهم ، وإذهابا للخيلاء عنهم ، لما فى ذلك من تعفير
عتاق الوجوه بالتّراب تواضعا [١]
، والتصاق كرائم الجوارح بالأرض تصاغرا ، ولحوق البطون بالمتون من الصّيام تذلّلا
، مع ما فى الزّكاة من صرف ثمرات الأرض ، وغير ذلك إلى أهل المسكنة والفقر [٢]. انظروا إلى ما فى هذه الأفعال من قمع
نواجم الفخر [٣]
وقدع طوالع الكبر ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشىء من الأشياء
إلاّ عن علّة تحتمل تمويه الجهلاء ، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء ، غيركم [٤] ،
فإنّكم تتعصّبون لأمر لا يعرف له سبب ولا علّة : أمّا إبليس فتعصّب على آدم لأصله
، وطعن عليه فى خلقته. فقال : (أنا نارىّ وأنت طينىّ) وأمّا
[١] عتاق الوجوه : كرامها
، وهو جمع عتيق من «عتق» إذا رقت بشرته. والمتون : الظهور
[٢] هذا نوع من
تحكيم الفقراء فى أموال الأغنياء ، وتسليط لهم عليهم ، وفيه إضعاف لكبر الأغنياء
[٣] القمع : القهر ،
وتقول : قمعته ـ مثل منعته ـ وأقمعته ، أى : قهرته وأذللته والنواجم : جمع ناجمة
من «نجم» إذا طلع وظهر ، والقدع : الكف والمنع ، وتقول : قدعه ـ مثل منعه ـ وأقدعه
أيضا ، إذا كفه وكبح جماحه
[٤] «تليط
، وتلوط» أى : تلصق ، وقوله «غيركم» أى : أنتم ، فانكم تتعصبون لا عن حجة يقبلها
السفيه ، ولا عن علة تحتمل التمويه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 174