نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 164
واستحكمت الطّماعية
منه فيكم ، فنجمت الحال من السّرّ الخفىّ إلى الأمر الجلىّ ، استفحل سلطانه عليكم
، ودلف بجنوده نحوكم ، فأقحموكم ولجات الذّلّ ، وأحلّوكم ورطات القتل ، وأوطأوكم
إثخان الجراحة : طعنا فى عيونكم وحزّا فى حلوقكم ، ودقّا لمناخركم ، وقصدا
لمقاتلكم ، وسوقا بخزائم القهر إلى النّار المعدّة [لكم] فأصبح أعظم فى دينكم جرحا
[١] وأورى فى
دنياكم قدحا ، من الّذين أصبحتم لهم مناصبين ، وعليهم متألّبين ، فاجعلوا عليه
حدّكم [٢] وله جدّكم!
فلعمر اللّه لقد فخر على أصلكم ، ووقع فى حسبكم ، ودفع فى نسبكم ، وأجلب بخيله
عليكم ، وقصد برجله سبيلكم : يقتنصونكم بكلّ مكان ، ويضربون منكم كلّ بنان [٣] لا تمتنعون بحيلة ، ولا تدفعون بعزيمة
[١] فأصبح : أى
إبليس ، ويروى «فأصبحتم أعظم فى دينكم حرجا» وقوله «وأورى ـ الخ» أى : أشد قدحا
للنار فى دنياكم لاتلافها. وعلى الجملة فهو أضر عليكم بوساوسه من إخوانكم فى
الانسانية الذين أصبحتم لهن مناصبين ، أى : مجاهرين لهم بالعداوة ، ومتألبين : أى
مجتمعين
[٢] حدكم ـ بالحاء
المهملة ـ أى : غضبكم وحدتكم ، تقول : حددت على الرجل أحد ـ مثل خففت أخف ـ إذا
غضبت عليه ، والمصدر الحد ـ بفتح الحاء ـ والحدة ـ بكسرها ـ «وله جدكم» ـ بفتح
الجيم ـ أى : قطعكم ، يريد قطع الوصلة بينكم وبينه ، وتقول : جد الشىء يجده جدا ـ على
مثال رده يرده ردا ـ إذا قطعه