responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 160

قد تحيّرت مذاهبها ، وأعجزت مهاربها [١]. وخابت مطالبها ، فأسلمتهم المعاقل ، ولفظتهم المنازل ، وأعيتهم المحاول [٢] فمن ناج معقور [٣] ، ولحم مجزور ، وشلو مذبوح ، ودم مسفوح ، وعاضّ على يديه ، وصافق بكفّيه ، ومرتفق بخدّيه [٤] ، وزار على رأيه ، وراجع عن عزمه ، وقد أدبرت الحيلة ، وأقبلت الغيلة [٥] ولات حين مناص ، هيهات [هيهات]!! قد فات ما فات ، وذهب ما ذهب ، ومضت الدّنيا لحال بالها [٦] «فَمٰا بَكَتْ عَلَيْهِمُ اَلسَّمٰاءُ وَاَلْأَرْضُ وَمٰا كٰانُوا مُنْظَرِينَ»


[١] تحير المذاهب : حيرة الناس فيها ، والمهارب : جمع مهرب ، وهو مكان الهرب ، وإنّما أعجزت الناس عن الهروب لأنها ليست كما يرونها مهارب بل هى مهالك

[٢] المحاول : جمع محال ـ بفتح الميم ـ أو محالة : بمعنى الحذق وجودة النظر ، أى : لم يفدهم ذلك خلاصا

[٣] أى : فمنهم ناج من الموت ، معقور : أى مجروح ، وهو من «عقر الشاة والبعير» إذا ضرب ساقه بالسيف وهو قائم. والمجزور : المسلوخ الذى أخذ عنه جلده ، والشلو ـ بالكسر ـ هنا البدن كله ، والمسفوح : المسفوك

[٤] المرتفق بخديه : واضع خديه على مرفقيه ، ومرفقيه على ركبتيه منصوبتين وهو جالس على إليته ، وهذه الأوصاف كناية عن الندم على التفريط والافراط. والزارى على رأيه : المقبح له اللائم لنفسه عليه

[٥] الغيلة : الشر الذى أضمرته الدنيا فى خداعها ، «ولات حين مناص» أى : ليس الوقت وقت التملص والفرار

[٦] البال : القلب والخاطر ، والمراد ذهبت على ما تهواه لا على ما يريد أهلها

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست