responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 158

والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا أعاد اللّه ما أبدى. وأخذ ما أعطى. وسأل عمّا أسدى [١]. فما أقلّ من قبلها وحملها حقّ حملها ، أولئك الأقلّون عددا. وهم أهل صفة اللّه ـ سبحانه ـ إذ يقول : «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ اَلشَّكُورُ». فأهطعوا بأسماعكم إليها [٢] ، وكظّوا بجدّكم عليها ، واعتاضوها من كلّ سلف خلفا ، ومن كلّ مخالف موافقا ، أيقظوا بها نومكم ، واقطعوا بها يومكم ، وأشعروا بها قلوبكم ، وارحضوا بها ذنوبكم [٣]. وداووا بها الأسقام ، وبادروا بها الحمام ، واعتبروا بمن أضاعها ، ولا يعتبرنّ بكم من أطاعها [٤]. ألا وصونوها وتصوّنوا بها [٥]. وكونوا عن الدّنيا نزّاها ، وإلى الآخرة ولاّها ، ولا تضعوا من رفعته التّقوى ، ولا ترفعوا من رفعته الدّنيا ، ولا تشيموا بارقها [٦] ولا تستمعوا ناطقها ، ولا [تجيبوا] ناعقها ، ولا تستضيئوا بإشراقها ، ولا تفتنوا


[١] أسدى : منح وأعطى.

[٢] الاهطاع : الاسراع ، أهطع البعير. مد عنقه وصوب رأسه ، والكظاظ ـ ككتاب ـ : الممارسة وطول الملازمة. وفعله ككتب

[٣] رحض ـ كمنع ـ : غسل ، والحمام ـ ككتاب ـ : الموت

[٤] أى : لا تكونوا عبرة يتعظ بسوء مصيركم من أطاع التقوى وأدى حقوقها

[٥] تصونوا : تحفظوا ، والنزاه : جمع نازه ، وهو العفيف النفس ، والولاه : جمع واله ، وهو الحزين على الشىء حتى يناله ، أى : المشتاق

[٦] شام البرق : نظر اليه أين يمطر ، والبارق : السحاب ، أى : لا تنظروا لما يغركم من مطامعها. والأعلاق : جمع علق ـ بالكسر ـ : بمعنى النفيس.

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست