نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 158
والغابرين لحاجتهم
إليها غدا إذا أعاد اللّه ما أبدى. وأخذ ما أعطى. وسأل عمّا أسدى [١]. فما أقلّ من قبلها وحملها حقّ حملها ،
أولئك الأقلّون عددا. وهم أهل صفة اللّه ـ سبحانه ـ إذ يقول : «وَقَلِيلٌ مِنْ
عِبٰادِيَ اَلشَّكُورُ». فأهطعوا
بأسماعكم إليها [٢]
، وكظّوا بجدّكم عليها ، واعتاضوها من كلّ سلف خلفا ، ومن كلّ مخالف موافقا ، أيقظوا
بها نومكم ، واقطعوا بها يومكم ، وأشعروا بها قلوبكم ، وارحضوا بها ذنوبكم [٣]. وداووا بها الأسقام ، وبادروا بها الحمام
، واعتبروا بمن أضاعها ، ولا يعتبرنّ بكم من أطاعها [٤]. ألا
وصونوها وتصوّنوا بها [٥]. وكونوا عن الدّنيا
نزّاها ، وإلى الآخرة ولاّها ، ولا تضعوا من رفعته التّقوى ، ولا ترفعوا من رفعته
الدّنيا ، ولا تشيموا بارقها [٦] ولا تستمعوا ناطقها ،
ولا [تجيبوا] ناعقها ، ولا تستضيئوا بإشراقها ، ولا تفتنوا