نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 156
أحقّ بها وأهلها ، فى
ملك دائم ، ونعيم قائم.
فارعوا ـ عباد اللّه ـ ما برعايته يفوز
فائزكم ، وبإضاعته يخسر مبطلكم.
وبادروا آجالكم بأعمالكم فإنّكم مرتهنون
بما أسلفتم ، ومدينون بما قدّمتم ، وكأن قد نزل بكم المخوف فلا رجعة تنالون ، ولا
عثرة تقالون.
استعملنا اللّه وإيّاكم بطاعته وطاعة
رسوله ، وعفا عنّا وعنكم بفضل رحمته ، الزموا الأرض [١] واصبروا على البلاء ، ولا تحرّكوا بأيديكم
وسيوفكم فى هوى ألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم ، فإنّه من مات
منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا ووقع أجره
على اللّه ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النّيّة مقام إصلاته لسيفه
، وإنّ لكلّ شىء مدّة وأجلا.
[١] «لزوم الأرض» : كناية
عن السكون ، ينصحهم به عند عدم توافر أسباب الجهاد ، وينهاهم عن التعجل بحمل
السلاح تلبية لقول يقوله أحدهم فى غير وقته ، ويأمرهم بالحكمة فى العمل لا يأتونه
إلا عند رجحان نجحه. وإصلات السيف : سله.
[٢] الفاشى : المنتشر.
والجد ـ بالفتح ـ : العظمة ، وفى التنزيل : «وَأَنَّهُ
تَعٰالىٰ جَدُّ رَبِّنٰا مَا اِتَّخَذَ صٰاحِبَةً وَلاٰ
وَلَداً» وفى الدعاء «وتبارك اسمك ، وتعالى جدك»
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 156