نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 154
دينه. لا يثنيه عن
ذلك اجتماع على تكذيبه ، والتماس لإطفاء نوره. فاعتصموا بتقوى اللّه فإنّ لها حبلا
وثيقا عروته ، ومعقلا منيعا ذروته ، [١]
وبادروا الموت فى غمراته ، وامهدوا له قبل حلوله ، وأعدّوا له قبل نزوله ، فإنّ
الغاية القيامة وكفى بذلك واعظا لمن عقل ، ومعتبرا لمن جهل. وقبل بلوغ الغاية ما
تعلمون من ضيق الأرماس [٢]
، وشدّة الإبلاس ، وهول المطّلع ، وروعات الفزع ، واختلاف الأضلاع ، واستكاك
الأسماع ، وظلمة اللّحد ، وخيفة الوعد ، وعمّ الضّريح ، وردم الصّفيح.
فاللّه اللّه عباد اللّه! ، فإنّ
الدّنيا ماضية بكم على سنن ، وأنتم والسّاعة فى قرن [٣] وكأنّها قد جاءت بأشراطها ، وأزفت
بأفراطها ، ووقفت بكم على
[١] المعقل ـ كمسجد
ـ : الملجأ ، وذروة كل شىء : أعلاه ، ومبادرة الموت : سبقه بالاعمال الصالحة ، و «فى
غمراته» : حال من الموت. والغمرات : الشدائد ، ومهد ـ كمنع ـ معناه هنا : عمل
[٢] الأرماس : القبور
، جمع رمس ، وأصله اسم للتراب. والابلاس : حزن فى خذلان ويأس. والمطلع ـ بضم
فتشديد مع فتح ـ : المنزلة التى منها يشرف الانسان على أمور الآخرة ، وهى منزلة
البرزخ. وأصل المطلع : موضع الاطلاع من ارتفاع إلى انحدار. و «اختلاف الاضلاع» : دخول
بعضها فى موضع الآخر من شدة الضغط ، و «استكاك الاسماع» : صممها من التراب أو
الأصوات الهائلة. والضريح : اللحد ، والردم : السد ، والصفيح : الحجر العريض. والمراد
ما يسد به القبر.
[٣] «سنن» أى : على
طريق معروف تفعل بكم فعلها بمن سبقكم. والقرن ـ محركا ـ : الحبل يقرن به البعيران
، كناية عن القرب وأن لا بد منها. والأشراط ، العلامات. وأزفت : قربت ، والافراط :
جمع فرط ـ بسكون الراء ـ : وهو العلم المستقيم يهتدى به ، أى : بدلائلها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 154