نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 15
فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير
المؤمنين علم الغيب! فضحك عليه السّلام ، وقال للرجل وكان كلبيا :
يا أخا كلب ، ليس هو بعلم غيب وإنّما هو
تعلّم من ذى علم! وإنّما علم الغيب علم السّاعة ، وما عدّد اللّه بقوله : «إِنَّ اَللّٰهَ
عِنْدَهُ عِلْمُ اَلسّٰاعَةِ»
الآية فيعلم سبحانه ما فى الأرحام : من ذكر وأنثى ، وقبيح أو جميل ، وسخىّ أو بخيل
، وشقىّ أو سعيد ، ومن يكون فى النّار حطبا أو فى الجنان للنّبيّين مرافقا ، فهذا
علم الغيب الّذى لا يعلمه أحد إلاّ اللّه ، وما سوى ذلك فعلم علّمه اللّه نبيّه
فعلّمنيه ، ودعا لى بأن يعيه صدرى ، وتضطمّ عليه جوانحى [١].
١٢٥ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
فى ذكر المكاييل
عباد اللّه ، إنّكم وما تأملون من هذه
الدّنيا أثوياء مؤجّلون ، [٢]
ومدينون
[١] تضطم : هو
افتعال من الضم ، أى : وتنضم عليه جوانحى ، والجوانح : الأضلاع تحت الترائب مما
يلى الصدر ، وانضمامها عليه : اشتمالها على قلب يعيها.
[٢] أثوياء : جمع
ثوى ـ كغنى ـ وهو الضيف ، و «مؤجلون» مؤخرون إلى أجل معلوم ، و «مدينون» مقرضون ، تقول
: دنت الرجل ، أى : أقرضته ، فهو مدين ، وربما قيل مديون على الأصل المهجور فى
الفصيح ، وتقول : دنت ، بمعنى استقرضت وصار عليك دين فأنت دائن ، قال الشاعر : ـ ندين
ويقضى اللّه عنا ، وقد نرى مصارع قوم لا يدينون ضيعا وقوله «مقتضون» هو جمع مقتضى
ـ اسم مفعول من اقتضى ـ أى : مطالبون بأداء الدين
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 15