responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 147

على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ، وحصّنها من الأود والاعوجاج [١] ومنعها من التّهافت والانفراج [٢] ، أرسى أوتادها [٣] ، وضرب أسدادها ، واستفاض عيونها ، وخدّ أوديتها ، فلم يهن ما بناه [٤] ، ولا ضعف ما قوّاه.

هو الظّاهر عليها بسلطانه وعظمته ، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته ، والعالى على كلّ شىء منها بجلاله وعزّته ، [و] لا يعجزه شىء منها طلبه ، ولا يمتنع عليه فيغلبه ، ولا يفوته السّريع منها فيسبقه ، ولا يحتاج إلى ذى مال فيرزقه.

خضعت الأشياء له ، وذلّت مستكينة لعظمته ، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره فتمتنع من نفعه وضرّه ، ولا كفء له فيكافيه ، ولا نظير له فيساويه ، هو المفنى لها بعد وجودها ، حتّى يصير موجودها كمفقودها.

وليس فناء الدّنيا بعد ابتداعها ، بأعجب من إنشائها واختراعها! وكيف [و] لو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها ، وما كان من مراحها وسائمها [٥]


[١] الاعوجاج : عطف تفسير على الأود

[٢] التهافت : التساقط قطعة قطعة ، والانفراج : الانشقاق

[٣] الأوتاد : جمع وتد ـ بزنة كتف ـ والأسداد : جمع سد ـ بفتح السين وضمها ـ والمراد بها الجبال. وقال الرازى «وفى الديوان : وقال بعضهم : السد ـ بالضم ما كان من خلق اللّه ، وبالفتح : ما كان من عمل بنى آدم» اه‌ و «خد» أى : شق

[٤] يهن : من الوهن ، بمعنى الضعف

[٥] مراحها ـ بضم الميم ـ اسم مفعول من «أراح الابل» إذا ردها إلى المراح ـ بالضم ـ أى : المأوى ، والسائم : الراعى : يريد ما كان فى مأواه وما كان فى مرعاه

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست