نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 141
القلال [١] ، وتفرّق هذه اللّغات ، والألسن
المختلفات ، فالويل لمن جحد المقدّر ، وأنكر المدبّر. زعموا أنّهم كالنّبات ما لهم
زارع ، ولا لاختلاف صورهم صانع! ولم يلجأوا إلى حجّة فيما ادّعوا [٢] ، ولا تحقيق لما أوعوا ، وهل يكون بناء
من غير بان ، أو جناية من غير جان؟ وإن شئت قلت فى الجرادة إذ خلق لها عينين
حمراوين ، وأسرج لها حدقتين قمراوين [٣]
، وجعل لها السّمع الخفىّ ، وفتح لها الفم السّوىّ ، وجعل لها الحسّ القوىّ ، ونابين
بهما تقرض ومنجلين بهما تقبض [٤] يرهبها الزّرّاع فى
زرعهم ، ولا يستطيعون ذبّها [٥] ، ولو أجلبوا بجمعهم
، حتّى ترد الحرث فى نزواتها [٦] وتقضى منه شهواتها! وخلقها
كلّه لا يكون إصبعا مستدقّة فتبارك اللّه الّذى يسجد له من فى السّموات والأرض
طوعا وكرها ، ويعنو له خدّا ووجها ، ويلقى إليه بالطّاعة سلما وضعفا ، ويعطى له
القياد