نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 132
ثم نادى باعلى صوته :
الجهاد الجهاد عباد اللّه!! ألا وإنّى
معسكر فى يومى هذا ، فمن أراد الرّواح إلى اللّه فليخرج.
قال نوف : وعقد للحسين ـ عليه السلام ـ فى
عشرة آلاف ، ولقيس بن سعد رحمه اللّه فى عشرة آلاف ، ولأبى أيوب الأنصارى فى عشرة
آلاف ، ولغيرهم على أعداد أخر ، وهو يريد الرجعة إلى صفين ، فما دارت الجمعة حتى
ضربه الملعون ابن ملجم لعنه اللّه ، فتراجعت العساكر فكنا كأغنام فقدت راعيها
تختطفها الذئاب من كل مكان.
١٧٨ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
الحمد للّه المعروف من غير رؤية ، الخالق
من غير منصبة [١]
خلق الخلائق بقدرته ، واستعبد الأرباب بعزّته ، وساد العظماء بجوده. وهو الّذى
أسكن الدّنيا خلقه ، وبعث إلى الجنّ والإنس رسله ، ليكشفوا لهم عن غطائها ، وليحذّروهم
من ضرّائها ، وليضربوا لهم أمثالها ، وليهجموا عليهم بمعتبر من تصرّف مصاحّها وأسقامها
[٢] ، وليبصروهم
عيوبها وحلالها وحرامها ، وما
[١] المنصبة ـ كمصطبة
ـ : التعب ، وفعله نصب ينصب نصبا ـ مثل تعب يتعب تعبا ، وزنا ومعنى ـ و «هم ناصب» أى
: ذو نصب ، مثل تامر ولابن ، وهو فى قول النابغة كلينى لهم يا أميمة ناصب وقيل هو
فاعل بمعنى مفعول فيه ، لأنه ينصب فيه ويتعب ، مثل قولهم نهار صائم وليل نائم ويوم
عاصف
[٢] هجم عليه ـ كنصر
ـ : دخل غفلة ، والمعتبر : مصدر ميمى بمعنى الاعتبار والاتعاظ ، والتصرف : التبدل
، والمصاح : جمع مصحة ـ بكسر الصاد وفتحها ـ بمعنى الصحة والعافية. كان الناس فى
غفلة عن سر تعاقب الصحة والمرض على بدن الانسان حتى نبهتهم رسل اللّه إلى أن هذا
ابتلاء منه سبحانه ليعرف الانسان عجزه ، وأن أمره بيد خالقه
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 132