يا أحنف ، كأنّى به وقد سار بالجيش
الّذى لا يكون له غبار ولا لجب [٢]
ولا قعقعة لجم ، ولا حمحمة خيل [٣]
يثيرون الأرض بأقدامهم كأنّها أقدام النّعام.
قال الشريف : يومىء بذلك إلى صاحب
الزنج. ثم قال عليه السّلام : ويل لسكككم العامرة [٤] ،
والدّور المزخرفة الّتى لها أجنحة كأجنحة النّسور [٥] وخراطيم
كخراطيم الفيلة. من أولئك الّذين لا يندب قتيلهم [٦] ولا
يفتقد
[٢] اللجب : الصياح ،
واللجم : جمع لجام. وقعقعتها : ما يسمع من صوت اضطرابها بين أسنان الخيل
[٣] الحمحمة : صوت
البرذون عند الشعير ، ومر الفرس ـ أى : صوته ـ عند ما يقصر من الصهيل ويستعين
بنفسه
[٤] جمع سكة ، وهى
الطريق المستوى ، وهو إخبار عما يصيب تلك الطرق من تخريب ما حواليها من البنيان
على يد صاحب الزنج ، وقد تقدم خبره فى قيامه وسقوطه فراجعه
[٥] أجنحة الدور : رواشنها
على التشبيه بأجنحة الطير ، وقيل : إن الجناح والروشن يشتركان فى إخراج الخشب من
حائط الدار إلى الطريق بحيث لا يصل إلى جدار آخر يقابله ، وإلا فهو الساباط ويختلفان
فى أن الجناح يوضع له أعمدة من الطريق بخلاف الروشن ، وخراطيمها : ما يعمل من
الأخشاب والبوارى بارزة عن السقوف لوقاية الغرف عن الأمطار وشعاع الشمس. أو
الخراطيم : هى الميازيب تطلى بالقار على طول نحو خمسة أذرع أو أزيد
[٦] أولئك أصحاب الزنجى
، وإنما لا يندب من يقتل منهم لأن أكثرهم
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 13