نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 129
المرسلين ، وأحيوا
سنن الجيّارين [١]؟
أين الّذين ساروا بالجيوش ، وهزموا بالألوف ، وعسكروا العساكر ، ومدّنوا المدائن؟!
منها : قد لبس للحكمة جنّتها [٢]
، وأخذ [ها] بجميع أدبها : من الإقبال عليها ، والمعرفة بها ، والتّفرّغ لها ، وهى
عند نفسه ضالّته الّتى يطلبها ، وحاجته الّتى يسأل عنها ، فهو مغترب إذا اغترب
الإسلام [٣]
وضرب بعسيب ذنبه
[١] سئل أمير
المؤمنين عن أصحاب مدائن الرس ـ فيما رواه الرضى عن آبائه إلى جده الحسين ـ فقال :
إنهم كانوا يسكنون فى مدائن لهم على نهر يسمى الرس من بلاد المشرق (هو نهر أرس فى
بلاد أذربيجان) وكانوا يعبدون شجرة صنوبر مغروسة على شفير عين تسمى دوشاب (يقال : غرسها
يافث بن نوح) وكان اسم الصنوبرة «ساه درخت» وعدة مدائنهم اثنتى عشرة مدينة : اسم
الأولى أبان ، والثانية آذر ، والثالثة دى ، والرابعة بهمن ، والخامسة اسفندارمز ،
والسادسة فروردين ، والسابعة اردى بهشت ، والثامنة خرداد ، والتاسعة مرداد ، والعاشرة
تير ، والحادية عشرة مهر ، والثانية عشرة شهر نور. فبعث اللّه لهم نبيا ينهاهم عن
عبادة الشجرة ويأمرهم بعبادة اللّه ، فبغوا عليه وقتلوه أشنع قتل : حيث أقاموا فى
العين أنابيب من رصاص بعضها فوق بعض كالبرابخ ، ثم نزعوا منها الماء ، واحتفروا
حفرة فى قعرها ، وألقوا نبيهم فيها حيا ، واجتمعوا يسمعون أنينه وشكواه ، حتى مات
، فعاقبهم اللّه بارسال ريح عاصفة ملتهبة سلقت أبدانهم ، وقذفت عليهم الأرض مواد
كبريتية متقدة فذابت أجسادهم وهلكوا وانقلبت مدائنهم
[٢] جنة الحكمة : ما
يحفظها على صاحبها من الزهد والورع ، والكلام فى العارف مطلقا
[٣] هو مع الاسلام :
فاذا صار الاسلام غريبا اغترب معه لا يضل عنه. عسيب الذنب : أصله ، والضمير فى «ضرب»
للاسلام ، وهذا كناية عن التعب والأعياء ، يريد أنه ضعف ، والجران ـ ككتاب ـ : مقدم
عنق البعير من المذبح إلى المنحر
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 129