نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 125
أداء ، وإلى ثوابه
مقرّبا ، ولحسن مزبده موجبا. ونستعين به استعانة راج لفضله ، مؤمّل لنفعه ، واثق
بدفعه ، معترف له بالطّول [١]
، مذعن له بالعمل والقول. ونؤمن به إيمان من رجاه موقنا ، وأناب إليه مؤمنا ، وخنع
له مذعنا [٢]
، وأخلص له موحّدا ، وعظّمه ممجّدا ، ولاذ به راغبا مجتهدا : لم يولد سبحانه فيكون
فى العزّ مشاركا [٣]
، ولم يلد فيكون مورثا هالكا ، ولم يتقدّمه وقت ولا زمان ، ولم يتعاوره زيادة ولا
نقصان [٤] ، بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التّدبير
المتقن ، والقضاء المبرم.
ومن شواهد خلقه خلق السّموات موطّدات
بلا عمد [٥] ، قائمات بلا سند ، دعاهنّ
فأجبن طائعات مذعنات ، غير متلكّئات ولا مبطئات [٦]. ولو
لا إقرارهنّ له بالرّبوبيّة وإذعانهنّ له بالطّواعية لما جعلهنّ موضعا لعرشه ولا
[٢] أناب إليه : أقبل
، ورجع. وخنع : ذل وخضع ، و «مذعنا» اسم فاعل من «أذعن» أى : انقاد وأطاع
[٣] لأن أباه يكون
شريكه فى العز ، بل أعز منه ، لأنه علة وجوده. وسر الولادة حفظ النوع ، فلو صح
للّه أن يلد لكان فانيا يبقى نوعه فى أشخاص أولاده ، فيكون مورثا هالكا ، تعالى
اللّه عن ذلك علوا كبيرا